كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار تويت ونسبه

صفحة 128 - الجزء 23

  لعلك أن ننأى جميعا بغلَّة ... تذوقين من حرّ الهوى وأذوق

  عصيت بك الناهين حتى لو أنّني ... أموت لما أرعى عليّ شفيق⁣(⁣١)

  من مختار قوله في سعدى:

  ومن مختار قول تويت في سعدى هذه مما أخذته من رواية عبد اللَّه بن شبيب من قصيدة أولها:

  سنرضي في سعيدى عاذلينا ... بعاقبة وإن كرمت علينا

  يقول فيها:

  لقيت سعيد تمشي في جوار ... بجرعاء النّقا فلقيت حينا

  سلبن القلب ثم مضين عنّي ... وقد ناديتهنّ فما لوينا

  / فقلت وقد بقيت بغير قلب ... بقلبي يا سعيدى أين أينا!⁣(⁣٢)

  فما تجزين يا سعدى محبّا ... بهيم بكم ولا تقضين دينا

  فقالوا إذ شكوت المطل منها ... لعمرك من سمعت له قضينا⁣(⁣٣)

  ومن هذا الذي إن جاء يشكو ... إلينا الحبّ من سقم شفينا

  فهنّ فواعل بي غير شكّ ... كما قلبي فعلن بصاحبينا

  (⁣٤) بعروة والذي بسهام هند ... أصيب، فما أقدن ولا ودينا⁣(⁣٥)

  ومن مختار قوله فيها:

  سل الأطلال إن نفع السّؤال ... وإن لم يربع الركب العجال

  / عن الخود التي قتلتك ظلما ... وليس بها إذا بطشت قتال

  أصابك مقلتان لها وجيد ... وأشنب بارد عذب زلال

  أعارك ما تبلت به فؤادي ... من العينين والجيد الغزال

  أيا ثارات من قتلته سعدى ... دمي - لا تطلبوه - لها حلال

  أرقّ لها وأشفق بعد قتلي ... على سعدى وإن قلّ النّوال

  وما جادت لنا يوما ببذل ... يمين من سعاد ولا شمال

  / ومن قوله فيها أيضا:


(١) أرعى عليّ شفيق. رحمني وأبقى عليّ.

(٢) في ف: «لب» بدل «قلب».

(٣) في ف، هج «فقالت» بدل «فقالوا». في وفي س، ب «به» بدل «له».

(٤) عروة بن حزام وصاحبته عفراء وهما من يظن من العذريين ويقال لها نهد.

(٥) يقصد عبد اللَّه بن عجلان وصاحبته هند بنت كعب بن عمرو النهدي أيضا.