كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار تويت ونسبه

صفحة 129 - الجزء 23

  يا بنت أزهر إنّ ثأري طالب ... بدمي غدا والثأر أجهد طالب

  فإذا سمعت براكب متعصّب ... ينعى قتيلك فافزعي للراكب⁣(⁣١)

  فلأنت من بين الأنام رميتني ... عن قوس متلفة بسهم صائب

  لا تأمني شمّ الأنوف وترتهم ... وتركت صاحبهم كأمس الذاهب

  من كان أصبح غالبا لهوى التي ... يهوى فإن هواك أصبح غالبي

  قلت وأسبلت الدموع لتربها ... لما اغتررت وأومأت بالحاجب

  قولي له: باللَّه يطلق رحله ... حتى يزوّد أو يروح بصاحب

  وقال فيها أيضا:

  أرّق العين من الشوق السّهر ... وصبا القلب إلى أمّ عمر

  واعترتني فكرة من حبّها ... ويح هذا القلب من طول الفكر⁣(⁣٢)

  قدر سيق فمن يملكه ... أين من يملك أسباب القدر!

  كلّ شيء نالني من حبّها ... - إن نجت نفسي من الموت - هدر

  وقال أيضا:

  يا للرّجال لقلبك المتطرّف ... والعين إن تر برق نجد تذرف⁣(⁣٣)

  ولحاجة يوم العبير تعرّضت ... كبرت فردّ رسولها لم يسعف

  يا بنت أزهر ما أراك مثيبتي ... خيرا على ودّي لكم وتلطَّفي

  / إني وإن خبّرت أنّ حياتنا ... في طرف عينك هكذا لم تطرف

  ليظلّ قلبي من مخافة بينكم ... مثل الجناح معلَّقا في نفنف⁣(⁣٤)

  وليظلّ في هجر الأحبّة طالبا ... لرضاك مما جار إن لم تسعف⁣(⁣٥)

  كأخي الفلاة يغرّه من مائها ... قطع السراب جرى بقاع صفصف

  أهراق نطفته فلما جاءها ... وجد المنيّة عندها لم تخلف


(١) في ح: «متعقب» بدل «متعصب»، وفي س، ب «يبغي» بدل «ينعى».

(٢) في أ، ج، ف «ذكرة» بدل «فكرة»، «ذكر» بدل «فكر».

(٣) ب: «العين إن ترقأ بجد تذرف».

(٤) نفنف: مهوى بين جبلين.

(٥) في س، ب «مجرى» بدل «هجر» ولعلها «لم تسعفي» بالياء.