كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مروان بن أبي حفصة الأصغر

صفحة 156 - الجزء 23

  رثى ذا اليمينين فوصله عبد اللَّه بن طاهر:

  أخبرني عمي قال: حدّثني متوّج قال: قال أبو السمط:

  دخلت على عبد اللَّه بن طاهر فقال: إني تذكرت في ليلتي هذه ذا اليمينين، فبت أرقا حزينا باكيا، فارثه في مقامك هذا بأبيات تجعل لي طريقا إلى شفاء علَّتي ولك حكمك، ففكرت هنيهة ثم قلت:

  /

  إنّ المكارم إذ تولَّى طاهر ... قطع الزمان يمينها وشمالها

  لو كافحته يد المنون مجاهرا ... لاقت لوقع سيوفه آجالها

  أرسى عماد خليفة في هاشم ... ورمى عماد خلافة فأزالها⁣(⁣١)

  بكت الأعنّة والأسنّة طاهرا ... ولطالما روّى النّجيع نهالها

  ليت المنون تجانبت عن طاهر ... ولوت بذروة من تشاء حبالها⁣(⁣٢)

  ما كنت لو سلمت يمينا طاهر ... أدري ولا أسل الحوادث مالها

  فقال: أحسنت واللَّه فاحتكم، فقلت له: خمسون ألف درهم أقضي منها دينا⁣(⁣٣)، وأصلح حالي، وأبتاع ضيعة تلاصق ضيعتي. فأمر لي بها وقال: ربحنا وخسرت، ولو لم تحتكم لزدتك، ولك عندنا عدّ وعدّ بعد عدّ.

  صوت

  لا تلمني أن أجزعا ... سيّدي قد تمنّعا

  وابلائي⁣(⁣٤) إن كان ما ... بيننا قد تقطَّعا

  إنّ موسى بفضله ... جمّع الفضل أجمعا

  الشعر ليوسف بن الصّيقل والغناء لإبراهيم خفيف رمل بالبنصر.


(١) هج:

«أرسى عماد خلافة في هاشم»

(٢) هج:

«بحانفت عن طاهر»

(٣) هج: «أقضي منها ديني».

(٤) «المختار»: «وابلياني».