خبر عبد الله بن يحيى وخروجه وقتله
  /
  والخائض الغمرات يخطر في ... وسط الأعادي أيّما خطر
  بمشطَّب أو غير ذي شطب ... هام العدا بذبابه يفري
  وأخيك أبرهة الهجان أخي ... الحرب العوان ملقّح الجمر
  بمرشّة فرع تثجّ دما ... ثجّ الغوى سلافة الخمر
  والضارب الأخدود ليس لها ... حدّ ينهنها عن السّحر
  ووليّ حكمهم فجعت به ... عمرو فوا كبدي على عمرو!
  قوّال محكمة وذي فهم ... عفّ الهوى متثبّت الأمر
  ومسيّب فاذكر وصيّته ... لا تنس إمّا كنت ذا ذكر
  فكلاهما قد كان محتسبا ... للَّه ذا تقوى وذا برّ
  في مخبتين ولم أسمّهم ... كانوا يدي وهم أولو نصيري
  وهم مساعر في الوغى رجح ... وخيار من يمشي على العفر(١)
  حتى وفوا للَّه حيث لقوا ... بعهود لا كذب ولا غدر
  فتخالسوا مهجات أنفسهم ... وعداتهم بقواضب بتر
  وأسنّة أثبتن في لدن ... خطَّية بأكفّهم زهر
  تحت العجاج وفوقهم خرق ... يخفقن من سود ومن حمر
  / فتفرّجت عنهم كماتهم(٢) ... لم يغمضوا عينا على وتر
  / فشعارهم نيران حربهم ... ما بين أعلى الشّحر فالحجر(٣)
  صرعى فحاجلة تنوشهم ... وخوامع لحماتهم تفري(٤)
  ابن عطية يتوجه إلى صنعاء:
  قال المدائني: وكتب مروان إلى ابن عطية يأمره بالمسير إلى صنعاء، ليقاتل من بها من الخوارج، فاستخلف ابنه محمد بن عبد الملك على مكة، وعلى المدينة الوليد بن عروة بن عطية، وتوجّه إلى صنعاء، ورجع أهل الجزيرة جميعا إلى بلدهم، وكذلك كان مروان شرط لهم، فلما قرب من صنعاء هرب عامل عبد اللَّه بن يحيى عنها، فأخذ(٥) أهل صنعاء أثقاله وحملين من مال كان معه، فسلَّموا ذلك إلى ابن عطية، وتتبع أصحاب عبد اللَّه بن يحيى في كل موضع يقتلهم، وأقام بصنعاء أشهرا، ثم خرج عليه رجل من أصحاب عبد اللَّه بن يحيى في آل ذي الكلاع، يقال له
(١) مساعر، جمع مسعر، يقال، فلان مسعر حروب ومردى حروب، إذا كان من المجدين المتحمسين لها، والعفر: التراب.
(٢) ب: «كأنهم».
(٣) الشحر يكسر: بلد على الخليج الفارسي، والخجر: بلد بأعلى المدينة. وفي هج: «السحر والنحر».
(٤) فحاجلة: جمع فحجل وهو الأفحج الذي تنداني صدور قدميه، وتنوشهم: تتناولهم، جوامع: ضباع جمع خامعة، وفي ف «تبري».
(٥) ب، س: «فأخذ أثقاله وحملين من مال كان مع أهل صنعاء فسلموا ... إلخ والعبارة غير مستقيمة.