نسب أمية بن أبي عائذ وأخباره
  إلى معدن الخير عبد العزيز ... تبلَّغنا(١) ظلَّعا قد حفينا
  ترى الأدم والعيس تحت المسو ... ح قد عدن من عرق الأين جونا(٢)
  تسير(٣) بمدحي عبد العز ... يز ركبان مكَّة والمنجدونا
  محبّرة من صريح الكلا ... م ليس كما لفّق(٤) المحدثونا
  وكان امرا سيّدا ماجدا ... يصفّي العتيق وينفي الهجينا(٥)
  تشوقه إلى أهله بمكة
  قال: وطال مقامه عند عبد العزيز، وكان يأنس به، ووصله صلات سنيّة، فتشوّق إلى البادية وإلى أهله، فقال لعبد العزيز:
  متى راكب من أهل مصر وأهله ... بمكَّة من مصر العشيّة راجع
  بلى إنّها قد تقطع الخرق(٦) ضمّر ... تباري السّرى والمعسفون الزعازع
  متى ما تجزها يا بن مروان(٧) تعترف ... بلاد سليمى(٨) وهي خوصاء(٩) ظالع
  وباتت تؤمّ(١٠) الدّار من كلّ جانب ... لتخرج واشتدّت عليها المصارع
  فلما رأت ألَّا خروج وأنمّا ... لها من هواها ما تجنّ الأضالع
  تمطَّت بمجدول سبطر(١١) فطالعت ... وماذا من الَّلوح اليماني تطالع!(١٢)
  فقال له عبد العزيز: اشتقت - واللَّه - إلى أهلك يا أميّة، فقال: نعم - واللَّه(١٣) - أيّها الأمير، فوصله وأذن له.
  وممّا يغنّى فيه من شعر أميّة:
موقع صاحبه. وانظر «اللسان» (نعش). والفرقدان: نجمان يهتدى بهما.
(١) «شرح أشعار الهذليين»:
«يبلغنه ظلعا» ...
والظالع: العرج.
(٢) الجون: السود.
(٣) «شرح أشعار الهذليين»:
«وسار بمدحة» ...
(٤) «شرح أشعار الهذليين»:
«ليست كما لصق»
(٥) «شرح أشعار الهذليين»:
«وأنت امرؤ ماجد سيد نصفي ... وتنفي
ويصفي العتيق، أي يتخذه صفيا.
(٦) «شرح أشعار الهذليين»:
«بلى إنه لا ينشب الحرق»
(٧) ج، و «شرح أشعار الهذليين»:
«متى ما يجوزها ابن مروان»
(٨) «شرح أشعار الهذليين»:
«سليم» ...
(٩) خوصاء: غائرة العينين.
(١٠) «شرح أشعار الهذليين»: «تروم».
(١١) س:
«بمجد سبطري»
وقوله: «بمجدول» أي برأس مجدول، وسبطر: أي سريع.
(١٢) اللوح: ما لاح من النجوم التي تطلع من جهة اليمن.
(١٣) ج: «لعمر اللَّه».