خبر وقعة ذي قار
  وقسّموا تلك اللَّطائم بين نسائهم، فذلك قول الدّيان(١)، بن جندل:
  إن كنت ساقية يوما على كرم ... فاسقي فوارس من ذهل بن شيبانا
  واسقي فوارس حاموا عن ديارهم ... واعلي مفارقهم مسكا وريحانا
  قال: فكان(٢) أوّل من انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس(٣) بن قبيصة وكان لا يأتيه أحد بهزيمة جيش(٤) إلَّا نزع كتفيه، فلمّا أتاه أياس سأله عن الخبر، فقال: هزمنا(٥) بكر بن وائل، فأتيناك(٦) بنسائهم، فأعجب ذلك كسرى وأمر له بكسوة، وإنّ(٧) إياسا استأذنه عند ذلك، فقال: إنّ أخي مريض بعين التّمر، فأردت أن آتيه(٨)، وإنّما أراد أن يتنحّى عنه، فأذن له كسرى، فترك فرسه «الحمامة» وهي التي كانت عند أبي ثور بالحيرة(٩)، وركب نجيبة(١٠) فلحق / بأخيه، ثم أتى كسرى رجل من أهل الحيرة(١١) وهو بالخورنق، فسأل: هل دخل على الملك أحد؟ فقالوا: نعم، إياس، فقال: ثكلت إياسا أمّه! وظنّ أنه قد حدّثه بالخبر، فدخل عليه فحدّثه بهزيمة القوم وقتلهم، فأمر به فنزعت كتفاه(١٢).
  الرسول # يشيد بنصر العرب
  قال: وكانت وقعة ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر، ورسول اللَّه ﷺ بالمدينة، فلمّا بلغه ذلك قال: هذا يوم(١٣) انتصفت فيه العرب من العجم، وبي نصروا.
  قال ابن الكلبيّ(١٤): وأخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: ذكرت وقعة ذي قار عند النبي ﷺ فقال: «ذلك يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا».
  وروي أن النبي ﷺ مثّلت له الوقعة وهو(١٥) بالمدينة، فرفع يديه فدعا لبني شيبان، أو لجماعة ربيعة بالنّصر، ولم يزل يدعو لهم حتى أري هزيمة / الفرس.
  وروي أنّه قال: «إيها(١٦) بني ربيعة، اللهمّ انصر بني ربيعة(١٧)» فهم إلى الآن إذا حاربوا دعوا(١٨) بشعار النبيّ -
(١) ج، خد، س: الدهان.
(٢) «المختار»: وكان.
(٣) ف: الديان وجاء بعد ذلك صحيحا.
(٤) «التجريد»: جيشه.
(٥) «التجريد» وخد: قد هزمنا.
(٦) خد، ف، «المختار»: وأتيناك.
(٧) ف، «المختار»: ثم إن.
(٨) «فأردت أن آتيه»: لم تذكر في ف.
(٩) «بالحيرة»: لم تذكر في «المختار».
(١٠) ج، «التجريد»: «نجيبته». «المختار»: جنيبته، خد: نجيبة له.
(١١) خد: أهل المدينة الحيرة.
(١٢) «التجريد»: «فأمر فانتزعت كتفاه».
(١٣) خد: «هذا أول، يوم».
(١٤) خد: «قال الكلبي».
(١٥) «وهو»: لم تذكر في «بيروت»، وهي في «النسخ الأخرى».
(١٦) س: ليهن. ج: يهنيني.
(١٧) «المختار»: انصرهم.
(١٨) «المختار»: «نادوا».