كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر وقعة ذي قار

صفحة 239 - الجزء 24

   - ودعوته لهم، وقال قائلهم: «يا رسول اللَّه وعدك»، فإذا دعوا بذلك نصروا.

  الشعر بعد النصر

  وقال أبو كلبّة⁣(⁣١) التّيميّ يفخر⁣(⁣٢) بيوم ذي قار:

  لولا فوارس لا ميل ولا عزل ... من اللَّهازم ما قظتم بذي قار⁣(⁣٣)

  ما زلت مفترسا أجساد أفتية⁣(⁣٤) ... تثير⁣(⁣٥) أعطافها منها بآثار

  إنّ الفوارس من عجل هم أنفوا ... من أن يخلَّوا لكسرى عرصة الدّار⁣(⁣٦)

  لاقوا فوارس من عجل بشكَّتها⁣(⁣٧) ... ليسوا إذا قلَّصت حرب بأغمار

  قد أحسنت ذهل شيبان وما عدلت ... في يوم ذي قار فرسان ابن سيّار

  هم الذين أتوهم عن شمائلهم⁣(⁣٨) ... كما تلبّس وراد بصدّار

  فأجابه الأعشى فقال:

  أبلغ أبا كلبة التّيميّ مألكة ... فأنت من معشر - واللَّه - أشرار

  شيبان تدفع عنك الحرب آونة ... وأنت تنبح نبح الكلب في الغار⁣(⁣٩)

  وقال بكير الأصمّ⁣(⁣١٠):

  إن كنت ساقية المدامة أهلها ... فاسقي على كرم بني همّام⁣(⁣١١)

  / وأبا ربيعة كلَّها ومحلَّما ... سبقوا بأنجد غاية الأيّام⁣(⁣١٢)

  زحفوا بجمع لا ترى أقطاره ... لقحت به حرب لغير تمام

  عرب ثلاثة آلف وكتيبة ... ألفان عجم من بني الفدّام⁣(⁣١٣)


(١) ف، «التجريد»: أبو كلب، وصوابه من النسخ «والاشتقاق ٣٥٥».

(٢) يفخر: سقطت من خد. وفي «تاريخ الطبري» ٢ - ٢٢١: فلما مدح الأعشى والأصم بني شيبان خاصة غضبت اللهازم، فقال أبو كلبة أحد بني قيس يؤنبها بذلك.

(٣) في «تاريخ الطبري» ٢ - ٢١٢: ما قاظوا بدل ما قظتم.

(٤) «المختار»: مفترشا أحشاء دامية.

(٥) «المختار»: يثير.

(٦) «التجريد، والمختار»: «بأن يخلوا».

(٧) ج: شبكتها. «المختار»: لولا فوارس بدل لاقوا.

(٨) في «تاريخ الطبري» ٢ - ٢١١ «: نحن أتيناهم من عند أشملهم.

(٩) «المختار»: في الدار. ولم أجد هذين البيتين في «ديوان الأعشى».

(١٠) خد: بكير بن الأصم. ج: بكر بن الأصم. وفي «تاريخ الطبري» ٢ - ٢١١ «بكير أصم بني الحارث بن عباد.

(١١) ف: «على كرم همام» وسقطت: بني.

(١٢) ج، س: سبقوا لغاية أفضل الاقسام. وفي «تاريخ الطبري» ٢ - ٢١١ «:» سبقا بغاية أمجد الأيام.

(١٣) خد: القدام. والفدام من فدم فمه أي غطاه ولم يتكلم. قال «صاحب اللسان»: وقيل: كان سقاة الأعاجم إذا سقوا فدموا أفواههم، أي غطوها.