كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر وقعة ذي قار

صفحة 240 - الجزء 24

  ضربوا بني الأحرار يوم لقوهم ... بالمشرفيّ على شؤون الهام⁣(⁣١)

  وغدا ابن مسعود فأوقع وقعة ... ذهبت لهم في معرق⁣(⁣٢) وشآم

  وقال الأعشى:

  فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي ... وراكبها يوم اللَّقاء وقلَّت

  هم ضربوا بالحنو جنو قراقر ... مقدّمة الهامرز حتى تولَّت⁣(⁣٣)

  / وقال بعض شعراء ربيعة⁣(⁣٤) في يوم ذي قار:

  ألا من لليل لا تغور⁣(⁣٥) كواكبه ... وهمّ سري بين الجوانح جانبه⁣(⁣٦)

  ألا هل أتاها أنّ جيشا عرمرما ... بأسفل ذي قار أبيدت كتائبه⁣(⁣٧)

  فما حلقة النّعمان يوم طلبتها ... بأقرب من نجم السماء تراقبه

  وقال الأعشى:

  حلفت بالملح والرّماد وبالعزّ ... ى وبالَّلات تسلم الحلقه

  حتّى يظلّ الهمام منجدلا ... ويقرع النّبل طرّة الدّرقه⁣(⁣٨)


وفي «تاريخ الطبري» ٢/ ٢١١ «:

عربا ثلاثة آلف وكتيبة ... ألفين أعجم من بني الفدام

والنصب هنا على المفعولية لضربوا في قوله:

ضربوا بني الأحرار يوم لقوهم ... بالمشرفي على مقيل الهام

وقد ورد في «تاريخ الطبري» مقدما وجاء في «الأغاني» مؤخرا عن البيت عرب ...

(١) ف: لقوا وفي «تاريخ الطبري ٢/ ٢١١»: على مقيل الهام.

(٢) ج، س: مغرب. والبيت كما جاء في «تاريخ الطبري»:

شد ابن قيس شدة ذهبت لها ... ذكرى له في معرق وشآم

(٣) البيتان في «ديوانه»: ٢٥٩.

والضمير في قلت يعود - كما ذكر «صاحب اللسان» (قرر) - على الفدية أي قل لهم أفديهم بنفسي وناقتي وعلى هذا تكون قل بمعناها الظاهر ضد كثر.

وقال شارح «الديوان»: إن الضمير في قلت يعود على ذهل بن شيبان يفديهم بناقته وبنفسه وعلى هذا تكون قلت بمعنى علت وارتفعت وقوله: هم ضربوا وهناك رواية أخرى هي: وهم، ولكن ابن بري أنكر هذه الرواية الأخيرة.

والحنو في اللغة: كل شيء في اعوجاج. وحنو قراقر: يقع خلف البصرة ودون الكوفة بالقرب من ذي قار.

(٤) خد: بني ربيعة.

(٥) ج: تغور.

(٦) ف: جانبه.

(٧) ج، س: تدار كتائبه.

(٨) لم أجد البيتين في «ديوانه». وهما في «اللسان» (حلق) بدون نسبة هكذا.

حلفت بالملح والرماد وبالنار ... وباللَّه نسلم الحلقة

حتى يظل الجواد منعفرا ... ويخضب القيل عروة الدرقة