أخبار القحيف ونسبه
  حدّثنا(١) عبد اللَّه بن إبراهيم الجمحيّ قال: حدّثني أبو الشّبل(٢) المعدّيّ(٣) قال:
  نسب(٤) ذو الرّمّة بخرقاء البكَّائيّة، وكانت أصبح من القبس(٥)، وبقيت بقاء طويلا، فنسب(٦) بها القحيف العقيليّ(٧) فقال:
  وخرقاء لا تزداد إلَّا ملاحة ... ولو عمّرت تعمير نوح وجلَّت
  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ قال: حدّثنا عمر بن شبّة قال: حدّثني أبو غسّان دماذ(٨) قال:
  كبرت خرقاء حتى جاوزت تسعين سنة، وأحبّت أن تنفّق ابنتها وتخطب، فأرسلت إلى القحيف العقيليّ، وسألته أن يشبّب بها، فقال:
  /
  لقد أرسلت خرقاء نحوي جريّها(٩) ... لتجعلني خرقاء ممّن أضلَّت
  وخرقاء لا تزداد إلَّا ملاحة ... ولو عمّرت تعمير نوح وجلَّت
  يهيم بامرأة من عبس ويرحل عنها
  وقال عمرو بن أبي عمرو الشيبانيّ:
  كان القحيف العقيليّ يتحدث إلى امرأة من عبس، وقد جاورهم وأقام عندهم شهرا وهام بها عشقا، وكان يخبرها أن له نعما ومالا، وهويته العبسيّة، وكان من أجمل الرجال وأشطَّهم(١٠)، فلمّا طال عليها واستحيا من كذبه إيّاها في ماله ارتحل عنهم، وقال:
  تقول لي أخت عبس: ما أرى إبلا ... وأنت تزعم من والاك صنديد
  فقلت: يكفي مكان اللَّوم مطَّرد ... فيه القتير بسمر القين مشدود(١١)
  وشكَّة صاغها وفراء كاملة ... وصارم من سيوف الهند مقدود
(١) خد: حدثني.
(٢) ج: أبو شبل.
(٣) ج، س: المعدني. وقد سبق جوابه في «الأغاني» ١٨ - ٣٩.
(٤) ج: تشبب، خد: شبب.
(٥) خد، ف: «التجريد»: من الفرس. صوابها من «بقية النسخ»، من الخبر السابق في «الأغاني» ١٨ - ٣٩.
(٦) ج، خد: فتشبب. ف: فنسبها.
(٧) خد؛ العجلي، بدل العقيلي، وجاء صحيحا بعد ذلك.
(٨) جاء السند في خد هكذا: «أخبرني الحرمي بن العلاء قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا حبيب بن نصر المهلبي، قال حدثنا أبو غسان دماذ».
(٩) جريها: رسولها.
(١٠) الشطاط: الطول واعتدال القامة. وفي «بيروت». وأشعرهم. وما أثبتناه من ج، خد، ف.
(١١) القتير: رؤوس المسامير. السمر: شد الشيء بالمسمار. القين: الحداد.