أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه
  صدقت أنا الصّبّ المصاب الذي به ... تباريح حبّ خامر القلب أو سحر
  أما والَّذي أبكى وأضحك والَّذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر(١)
  لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لم يروّعهما الزّجر(٢)
  فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وردت علي ما لم يكن بلغ الهجر(٣)
  ويا حبّها زدني جوى كلّ ليلة ... ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر(٤)
  عجبت لسعى الدّهر بيني وبينها ... فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدّهر(٥)
  فليست عشيّات الحمى برواجع ... لنا أبدا ما أورق السّلم النّضر(٦)
  صوت
  وإنّي لآتيها لكيما تثيبني ... وأوذنها بالصّرم ما وضح الفجر(٧)
  فما هو إلَّا أن أراها فجاءة ... فأبهت لا عرف لديّ ولا نكر(٨)
  تكاد يدي تندى إذا ما لمستها ... وينبت في أطرافها الورق الخضر(٩)
  في هذه الأبيات ثقيل أوّل قديم مجهول، وفي البيت الأخير لعريب خفيف ثقيل، وقد أضافت إليه بيتا ليس من الشعر، وهو:
هجرتك حتى قلت لا يعرف الهوى
أجود.
(١) أما والذي. ترتيب هذا البيت في «شرح الديوان التاسع»، وما جاء يقع في «شرح الديوان» بعده فهو الثاني عشر.
(٢) في «شرح أشعار الهذليين»: أغبط، بدل: أحسد، ولا يروعهما الزجر. ومثله في «التجريد».
وفي «المختار»: «لا يروعهما الذعر». وفي خد: لا «يروعهما النفر».
وهذه الأخيرة رواية «الشعر والشعراء» ٥٦٣ ضمن شعر أبي صخر الذي نحل للمجنون وستأتي رواية: لا يروعهما الزجر في المتن عن حماد بن إسحاق.
(٣) البيت في «شرح أشعار الهذليين» كما جاء هنا. وفي خد: «قد أضر بي المدى». وفي «التجريد»: «ويا هجر».
وجاء البيت منسوبا لمجنون ليلى في «ديوانه» ١٣٠: أيا هجر ...
(٤) في «شرح أشعار الهذليين» كما هنا. وجاء في «ديوان مجنون ليلى» ١٣٠ منسوبا إليه.
(٥) جاء في «ديوان مجنون ليلى» ١٣٠، وهو في «شرح أشعار الهذليين» كما هنا.
(٦) في «شرح أشعار الهذليين»:
أليس عشيات ...
وفي خد: عشيات اللوى، بدل: الحمى.
(٧) من نسخة ف، وهي مثل رواية «شرح أشعار الهذليين» ما عدا: أو أوذنها بدل، وأوذنها ومثل رواية «المختار»، ما عدا: بالصرم وهي مطابقة لرواية «التجريد»، غير أن قوله: وأوذنها وزع بين شطري البيت في الطباعة، وهو بالقطع في الشطر الثاني. وفي «بيروت»:
وإني لآتيها وفي النفس هجرها ... بتاتا لأخرى الدهر ما وضح الفجر
وهذا البيت كما جاء في بيروت في «الأمالي» ١ - ١٤٨.
(٨) في «شرح أشعار الهذليين»: بخلوة، بدل فجاءة.
(٩) في «شرح أشعار الهذليين»: مسستها، بدل: لمستها، وعلق بعده: هذا لمجنون ... وفي «هامشه» زيادة في «الشرح المطبوع».
ولعلها إشارة إلى أن هذا البيت يروى لمجنون ليلى وهو في «ديوانه» ١٣٠.