أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه
  أن يصغر عن أن يقول «/ لما أنست(١) إلى مخاطبتك، ولا هششت(٢) لمحادثتك(٣)، ولكنّه سبب الإخاء، وعقد المودّة، ومحلَّك من قلبي(٤) محلّ الرّوح من جسد الجبان. فقال له الغلام وهو لا يعرفه: لئن قلت ذاك أيّها الرجل لقد قال الأستاذ إبراهيم النّظَّام(٥):» الطبائع تجاذب(٦) ما شاكلها بالمجانسة، وتميل إلى ما يوافقها بالمؤانسة(٧) «وكياني مائل إلى كيانك بكلَّيّتي، ولو كان ما أنطوى(٨) لك عليه عرضا ما اعتددت به ودّا، ولكنّه جوهر جسمي، فبقاؤه ببقاء النفس، وعدمه بعدمها، وأقول كما قال الهذليّ:
  /
  فاستيقني أن قد كلفت بكم ... ثم افعلي ما شئت عن علم(٩)
  / فقال له النظَّام: إنما خاطبتك بما سمعت(١٠)، وأنت عندي غلام مستحسن، ولو علمت أنك بهذه المنزلة لرفعتك إلى رتبتها(١١).
  قال أبو الحسن الأخفش: فأخذ أبو دلف(١٢) هذا المعنى فقال:
  أحبّك يا جنان وأنت منّي ... محلّ الرّوح من جسد الجبان(١٣)
  ولو أنّي أقول مكان نفسي ... لخفت عليك بادرة الزمان(١٤)
  لإقدامي إذا ما الخيل خامت(١٥) ... وهاب كماتها حرّ الطَّعان(١٦)
  وتمام(١٧) أبيات أبي صخر الميميّة التي ذكرت فيها الغناء الأخير وخبره أنشدنيها الأخفش عن السّكريّ عن أصحابه:
(١) في «الجزء الثامن»: أنبت.
(٢) في «الجزء الثامن»: «ولا انشرح صدري».
(٣) خد: «التجريد»: «إلى محادثتك».
(٤) «ومحلك من قلبي»: من «الجزء الثامن»، وخد، ف، وفي ج: ومحلك في مسألتي وفي س: «ومحلك من مسألتي»، وفي «بيروت»: «من قبلي».
(٥) هذه العبارة لم ترد في ج، خد، س، ف وهي في «الجزء الثامن وفي بيروت».
(٦) «تجاذب»: في س: توافق.
(٧) بالمجانسة، والمؤانسة ... من ج، خد «التجريد» ... وفي «الجزء الثامن»: تجاذب ما شاكلها بالمجانسة وتميل إلى ما قاربها بالموافقة. ومثله في «بيروت». عدا المجانسة. فأثبتت فيها: بالمجالسة.
(٨) في «الجزء الثامن»: «ولو كان الذي انطوى ...» وفي خد، س، ف، و «التجريد»: «ولو كان الود الذي أنطوى» ...
(٩) «الجزء الثامن»: «فتيقني».
(١٠) في «الجزء الثامن»: «إنما كلمتك بما سمعت». ولم يرد قوله: بما سمعت في ج، س، ف.
(١١) رواية «الجزء الثامن»: «ولو علمت أن محلك مثل محل معمر وطبقته في الجدل لما تعرضت لك» ومعمر الذي يقصده هو أبو عبيدة معمر بن المثنى (المتوفي ٢١١ هـ).
وقد جاء في «بيروت» بهذه الرواية، وما أثبتناه من: ج، خد، س، ف، «التجريد».
(١٢) هو القاسم بن عيسى. «سبقت أخباره»: ٨ - ٢٤٨.
(١٣) خد:
«وأنت عندي»
وفي «الجزء الثامن»:
«بنفسي يا جنان وأنت مني ...»
(١٤) ج، س:
«من ريب الزمان»
، بدل:
«بادرة الزمان»
(١٥) «حامت» في س، و «الجزء الثامن»: خامت: أي نكصت.
(١٦) في ف:
«وهاب حماتها»
وهذه الأبيات الثلاثة تمثل أحد أصوات «الأغاني». وقد سبقت مع ترجمة أبي دلف: ٨ - ٢٤٨ وقد قال أبو الفرج هناك: وهذا البيت الأول أخذه من كلام إبراهيم النظام.
(١٧) خد. س: قال أبو الحسن الأخفش: وتمام أبيات الهذلي. وفي ف: وتمام أبيات الهذلي ثم أورد الأبيات الأربعة التي فيها الصوت