أخبار عروة بن حزام
  رجعت(١) إليكم وزرتكم، حتّى يقضي اللَّه من(٢) أمري ما يشاء. فزوّدوه وأكرموه وشيّعوه، فانصرف(٣). فلمّا رحل عنهم نكس بعد صلاحه(٤) وتماثله، وأصابه غشي وخفقان؛ فكان كلَّما أغمي(٥) عليه ألقي على وجهه خمار لعفراء زوّدته إيّاه؛ فيفيق.
  هو وعراف اليمامة
  قال: ولقيه في الطَّريق ابن مكحول(٦) عرّاف اليمامة، فرآه وجلس عنده؛ وسأله عمّا به؛ وهل هو خبل أو(٧) جنون؟ فقال له عروة: ألك عنده علم بالأوجاع؟. قال: نعم؛ فأنشأ يقول:
  وما بي(٨) من خبل ولا(٩) بي جنّة(١٠) ... ولكنّ عمّي يا أخيّ كذوب(١١)
  / أقول لعرّاف اليمامة داوني ... فإنّك إن داويتني لطبيب(١٢)
  فوا كبدا أمست رفاتا كأنمّا ... يلذّعها بالموقدات طبيب(١٣)
  عشيّة لا عفراء منك بعيدة ... فتسلو ولا عفراء منك قريب(١٤)
  / عشيّة لا خلفي مكرّ ولا الهوى ... أمامي ولا يهوى هواي غريب(١٥)
(١) ج، خد، س: «عدت».
(٢) «المختار»: في.
(٣) «التجريد»: «وانصرف».
(٤) من ج، خد، «التجريد، المختار». وفي غيرها: «تماسكه».
(٥) في «المختار»: أغشى.
(٦) في «الشعر والشعراء» ٦٢٤: عراف اليمامة هو: رياح أبو كلحبة، مولى بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
(٧) «المختار»: «أم».
(٨) خد، س: «مابي»، بدون الواو.
(٩) «التجريد والمختار»: «وما».
(١٠) «التجريد»: «مجنة».
(١١) روى البيت في «الشعر والشعراء» ٦٢٤:
فما بي من سقم ولا طيف جنة ... ولكن عبد الأعرجي كذوب
ويريد بعبد الأعرجي: عراف اليمامة مولى بني الأعرج. وفي هامش نسخة س: وروى.
فما بي من داء ولا مس جنة ... ولكن عمي الحميري كذوب
وهذه الرواية في «ديوانه ٢٩».
(١٢) في «الشعر والشعراء» ٦٢٤: فقلت لعراف، وجاء البيت سابقا على ما قبله. وفي «ديوانه» ٢٩: أبرأتني. بدل: داويتني وفي نسخ خد و «التجريد والمختار»: «لأريب» بدل «لطبيب».
(١٣) «ديوانه» ٣٠ وبينه وبين سابقه فيه سبعة أبيات. وروى الشطر الثاني في «خزانة الأدب» ٣ - ٢١٥ (هارون).
يلذعها بالكف كف طبيب
وفيه إقواء، ونص البغدادي على ذلك. وفي «التجريد والمختار»: «بالموقدات لهيب».
(١٤) «ديوانه وخزانة الأدب» ٣ - ٢١٥ (هارون):
عشية لا عفراء دان مزارها ... فترجى ...
(١٥) «ديوانه» ٣٠ كما هنا. وفي «خزانة الأدب» ٣ - ٢١٥:
عشية لا خلفي مفر، ولا الهوى ... قريب ولا وجدي كوجد غريب
وفيه إقواء ونص البغدادي على ذلك.