كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 289 - الجزء 24

  رجعت⁣(⁣١) إليكم وزرتكم، حتّى يقضي اللَّه من⁣(⁣٢) أمري ما يشاء. فزوّدوه وأكرموه وشيّعوه، فانصرف⁣(⁣٣). فلمّا رحل عنهم نكس بعد صلاحه⁣(⁣٤) وتماثله، وأصابه غشي وخفقان؛ فكان كلَّما أغمي⁣(⁣٥) عليه ألقي على وجهه خمار لعفراء زوّدته إيّاه؛ فيفيق.

  هو وعراف اليمامة

  قال: ولقيه في الطَّريق ابن مكحول⁣(⁣٦) عرّاف اليمامة، فرآه وجلس عنده؛ وسأله عمّا به؛ وهل هو خبل أو⁣(⁣٧) جنون؟ فقال له عروة: ألك عنده علم بالأوجاع؟. قال: نعم؛ فأنشأ يقول:

  وما بي⁣(⁣٨) من خبل ولا⁣(⁣٩) بي جنّة⁣(⁣١٠) ... ولكنّ عمّي يا أخيّ كذوب⁣(⁣١١)

  / أقول لعرّاف اليمامة داوني ... فإنّك إن داويتني لطبيب⁣(⁣١٢)

  فوا كبدا أمست رفاتا كأنمّا ... يلذّعها بالموقدات طبيب⁣(⁣١٣)

  عشيّة لا عفراء منك بعيدة ... فتسلو ولا عفراء منك قريب⁣(⁣١٤)

  / عشيّة لا خلفي مكرّ ولا الهوى ... أمامي ولا يهوى هواي غريب⁣(⁣١٥)


(١) ج، خد، س: «عدت».

(٢) «المختار»: في.

(٣) «التجريد»: «وانصرف».

(٤) من ج، خد، «التجريد، المختار». وفي غيرها: «تماسكه».

(٥) في «المختار»: أغشى.

(٦) في «الشعر والشعراء» ٦٢٤: عراف اليمامة هو: رياح أبو كلحبة، مولى بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

(٧) «المختار»: «أم».

(٨) خد، س: «مابي»، بدون الواو.

(٩) «التجريد والمختار»: «وما».

(١٠) «التجريد»: «مجنة».

(١١) روى البيت في «الشعر والشعراء» ٦٢٤:

فما بي من سقم ولا طيف جنة ... ولكن عبد الأعرجي كذوب

ويريد بعبد الأعرجي: عراف اليمامة مولى بني الأعرج. وفي هامش نسخة س: وروى.

فما بي من داء ولا مس جنة ... ولكن عمي الحميري كذوب

وهذه الرواية في «ديوانه ٢٩».

(١٢) في «الشعر والشعراء» ٦٢٤: فقلت لعراف، وجاء البيت سابقا على ما قبله. وفي «ديوانه» ٢٩: أبرأتني. بدل: داويتني وفي نسخ خد و «التجريد والمختار»: «لأريب» بدل «لطبيب».

(١٣) «ديوانه» ٣٠ وبينه وبين سابقه فيه سبعة أبيات. وروى الشطر الثاني في «خزانة الأدب» ٣ - ٢١٥ (هارون).

يلذعها بالكف كف طبيب

وفيه إقواء، ونص البغدادي على ذلك. وفي «التجريد والمختار»: «بالموقدات لهيب».

(١٤) «ديوانه وخزانة الأدب» ٣ - ٢١٥ (هارون):

عشية لا عفراء دان مزارها ... فترجى ...

(١٥) «ديوانه» ٣٠ كما هنا. وفي «خزانة الأدب» ٣ - ٢١٥:

عشية لا خلفي مفر، ولا الهوى ... قريب ولا وجدي كوجد غريب

وفيه إقواء ونص البغدادي على ذلك.