كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 292 - الجزء 24

  عفراء ترثيه وتموت بعده

  قال: فلم يزل في طريقه⁣(⁣١) حتى مات قبل أن يصل إلى حيّه بثلاث ليال، وبلغ عفراء خبر وفاته، فجزعت جزعا شديدا، وقالت ترثيه:

  ألا أيّها الرّكب المخبّون⁣(⁣٢) ويحكم ... بحقّ⁣(⁣٣) نعيتم عروة بن حزام

  فلا⁣(⁣٤) تهنأ الفتيان بعدك لذّة ... ولا رجعوا من غيبة بسلام

  / وقل⁣(⁣٥) للحبالى: لا ترجّين غائبا ... ولا فرحات بعده بغلام⁣(⁣٦)

  قال: ولم تزل تردّد هذه الأبيات وتندبه⁣(⁣٧) بها، حتى ماتت بعده بأيّام قلائل⁣(⁣٨).

  مفاجأة

  وذكر عمر بن شبّة في خبره:

  أنّه لم يعلم بتزويجها حتى لقي الرّفقة التي هي فيها، وأنّه كان توجّه إلى ابن عمّ له / بالشّام، لا باليمن⁣(⁣٩)، فلمّا رآها وقف دهشا⁣(⁣١٠)، ثم قال:

  فما هي⁣(⁣١١) إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب

  وأصدف⁣(⁣١٢) عن رأيي الذي كنت أرتئي ... وأنسى الذي أزمعت⁣(⁣١٣)، حين⁣(⁣١٤) تغيب

  ويظهر قلبي عذرها ويعينها ... عليّ فما لي في الفؤاد نصيب


(١) «المختار»: «ثم لم يزل مضني في طريقه».

(٢) «فوات الوفيات»: «المجدون».

(٣) في «الديوان» ٣٧: أحقا. وفيه رواية أخرى للبيت هي:

ألا أيها القصر المغفل أهله ... نعينا إليكم عروة بن حزام

وفي «الخزانة» ٣ - ٢١٧ (هارون):

ألا أيها البيت ... إليكم نعينا

(٤) في «الديوان» ٣٨ (رواية لابن الأنباري):

فلا لقي الفتيان ... لذة

وفي «الشعر والشعراء» ٦٢٧ فلا نفع. وفي رواية أخرى في «الديوان»:

فلا ينفع الفتيان بعدك لذة ... ولا ما لقوا من صحة وسلام

(٥) في «الديوان» ٣٨ «عن ابن الأنباري»: وبتن. وفي «الشعر والشعراء» ٦٢٧.

وقل ...

ولا فرحت من بعده بسلام

(٦) في «الديوان» رواية أخرى هي:

فلا وضعت أنثى تماما بمثله ... ولا فرحت من بعده بغلام

(٧) «المختار»: «تندبه». بدون الواو. وفي خد: «تردد هذه الأبيات أياما».

(٨) س: «بعد أيام قلائل بعده». «التجريد»: «بعد أيام قلائل». ج: «بأيام قلائل». وما أثبتناه من خد.

(٩) ج، س: «لا بالري».

(١٠) «المختار»: «وقف ودهش».

(١١) «الديوان» ٢٨: «فما هو» ...

(١٢) «الديوان» ٢٨: وأصرف.

(١٣) «الديوان»: «حدثت». «الشعر والشعراء» ٦٢٣: «أعددت».

(١٤) «الديوان»: «ثم».