كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 293 - الجزء 24

  /

  وقد علمت نفسي مكان شفائها ... قريبا، وهل ما لا ينال قريب؟

  حلفت بربّ السّاجدين لربّهم ... خشوعا، وفوق السّاجدين رقيب⁣(⁣١)

  لئن كان برد الماء حرّان صاديا ... إليّ حبيبا إنّها لحبيب⁣(⁣٢)

  لا ينفعه وعظ ولا دواء

  وقال⁣(⁣٣) أبو زيد في خبره:

  ثم عاد من عند عفراء إلى أهله، وقد ضني ونحل، وكانت له أخوات وخالة وجدّة، فجعلن يعظنه ولا ينفع⁣(⁣٤)، وجئن⁣(⁣٥) بأبي كحيلة رباح بن شدّاد⁣(⁣٦) مولى بني ثعيلة⁣(⁣٧)، وهو عرّاف حجر⁣(⁣٨)، ليداويه فلم ينفعه دواؤه.

  وذكر أبو زيد قصيدته النّونيّة التي تقدّم ذكرها، وزاد فيها:

  وعينان أوفيت نشرا⁣(⁣٩) فتنظرا ... مآقيهما⁣(⁣١٠) إلا هما تكفان

  سوى أنّني قد قلت يوما لصاحبي ... ضحى وقلوصانا بنا تخدان

  ألا حبّذا⁣(⁣١١) من حبّ عفراء واديا ... نعام وبزل⁣(⁣١٢) حيث يلتقيان

  يلصق صدره بحياض الماء

  وقال أبو زيد:

  وكان عروة يأتي حياض الماء التي كانت إبل عفراء تردها فيلصق صدره بها، فيقال له: مهلا، فإنّك قاتل نفسك، فاتق اللَّه⁣(⁣١٣). فلا يقبل، حتى أشرف على التّلف، وأحسّ بالموت.

  فجعل يقول:

  بي اليأس والدّاء الهيام سقيته ... فإيّاك عنّي لا يكن بك ما بيا⁣(⁣١٤)


(١) في «الديوان» ٢٩: الراكعين، بدل: الساجدين. في الشطرين.

(٢) في «الديوان»: عطشان: بدل: حران، وفي «الشعر والشعراء» ٦٢٣: أبيض صافيا بدل حران صاديا. وفي «الخزانة» ١ - ٢١٨ (هارون): نسب المبرد في «الكامل» بيت الشاهد:

(لئن كان برد الماء ..... إلى قيس بن ذريح ...)

وذكر ما قبله هكذا:

حلفت لها بالمشعرين وزمزم ... وذو العرش فوق المقسمين رقيب

ونسبه العيني إلى كثير عزة. قال البغدادي: والصحيح ما قدمناه والبيتان من شعر غيره دخيل.

(٣) خد: قال.

(٤) «المختار»: «فعالجنه فلم ينفع».

(٥) خد، و «المختار»: «وجاؤوه».

(٦) «المختار»: «أسد».

(٧) ج: «نفيلة». خد و «المختار»: «مولى بني يشكر».

(٨) زاد في «المختار»: «وهو أبو نخيلة».

(٩) س:

«وعينان ما أرقب بعفرا ...»

(١٠) خد، و «الشعر والشعراء» ٦٢٦: بمأقيهما. وفي «الديوان» ٢٢: وعيناي.

(١١) خد:

«ألا حبها»

(١٢) خد: «وبرك».

(١٣) من أول قوله: فاتق اللَّه. إلى قوله: التلف: ساقط من خد، وفي «المختار»: «فاتق اللَّه ولا تقتلها».

(١٤) في «الشعر والشعراء» ٦٢٧: