أخبار عروة بن حزام
  /
  وقد علمت نفسي مكان شفائها ... قريبا، وهل ما لا ينال قريب؟
  حلفت بربّ السّاجدين لربّهم ... خشوعا، وفوق السّاجدين رقيب(١)
  لئن كان برد الماء حرّان صاديا ... إليّ حبيبا إنّها لحبيب(٢)
  لا ينفعه وعظ ولا دواء
  وقال(٣) أبو زيد في خبره:
  ثم عاد من عند عفراء إلى أهله، وقد ضني ونحل، وكانت له أخوات وخالة وجدّة، فجعلن يعظنه ولا ينفع(٤)، وجئن(٥) بأبي كحيلة رباح بن شدّاد(٦) مولى بني ثعيلة(٧)، وهو عرّاف حجر(٨)، ليداويه فلم ينفعه دواؤه.
  وذكر أبو زيد قصيدته النّونيّة التي تقدّم ذكرها، وزاد فيها:
  وعينان أوفيت نشرا(٩) فتنظرا ... مآقيهما(١٠) إلا هما تكفان
  سوى أنّني قد قلت يوما لصاحبي ... ضحى وقلوصانا بنا تخدان
  ألا حبّذا(١١) من حبّ عفراء واديا ... نعام وبزل(١٢) حيث يلتقيان
  يلصق صدره بحياض الماء
  وقال أبو زيد:
  وكان عروة يأتي حياض الماء التي كانت إبل عفراء تردها فيلصق صدره بها، فيقال له: مهلا، فإنّك قاتل نفسك، فاتق اللَّه(١٣). فلا يقبل، حتى أشرف على التّلف، وأحسّ بالموت.
  فجعل يقول:
  بي اليأس والدّاء الهيام سقيته ... فإيّاك عنّي لا يكن بك ما بيا(١٤)
(١) في «الديوان» ٢٩: الراكعين، بدل: الساجدين. في الشطرين.
(٢) في «الديوان»: عطشان: بدل: حران، وفي «الشعر والشعراء» ٦٢٣: أبيض صافيا بدل حران صاديا. وفي «الخزانة» ١ - ٢١٨ (هارون): نسب المبرد في «الكامل» بيت الشاهد:
(لئن كان برد الماء ..... إلى قيس بن ذريح ...)
وذكر ما قبله هكذا:
حلفت لها بالمشعرين وزمزم ... وذو العرش فوق المقسمين رقيب
ونسبه العيني إلى كثير عزة. قال البغدادي: والصحيح ما قدمناه والبيتان من شعر غيره دخيل.
(٣) خد: قال.
(٤) «المختار»: «فعالجنه فلم ينفع».
(٥) خد، و «المختار»: «وجاؤوه».
(٦) «المختار»: «أسد».
(٧) ج: «نفيلة». خد و «المختار»: «مولى بني يشكر».
(٨) زاد في «المختار»: «وهو أبو نخيلة».
(٩) س:
«وعينان ما أرقب بعفرا ...»
(١٠) خد، و «الشعر والشعراء» ٦٢٦: بمأقيهما. وفي «الديوان» ٢٢: وعيناي.
(١١) خد:
«ألا حبها»
(١٢) خد: «وبرك».
(١٣) من أول قوله: فاتق اللَّه. إلى قوله: التلف: ساقط من خد، وفي «المختار»: «فاتق اللَّه ولا تقتلها».
(١٤) في «الشعر والشعراء» ٦٢٧: