كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 294 - الجزء 24

  من أي شيء مات

  أخبرني⁣(⁣١) الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال: حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، عن أبي السّائب قال:

  أخبرني ابن أبي عتيق قال: واللَّه إنّي لأسير في أرض عذرة إذا بامرأة تحمل غلاما جزلا⁣(⁣٢)، ليس يحمل مثله⁣(⁣٣)، فعجبت لذلك، حتى أقبلت به، فإذا له لحية، فدعوتها فجاءت، فقلت لها: ويحك! ما هذا؟ فقالت: هل سمعت بعروة بن حزام؟ فقلت: نعم، قالت: هذا واللَّه عروة. فقلت له: أنت / عروة⁣(⁣٤)؟ فكلمني وعيناه تذرفان⁣(⁣٥) وتدوران في رأسه، وقال: نعم أنا واللَّه القائل:

  جعلت لعرّاف اليمامة حكمه ... وعرّاف حجر إن هما شفيان

  فقالا: نعم نشفي من الدّاء كلَّه ... وقاما مع العوّاد يبتدران

  فعفراء أحظى الناس عندي مودّة ... وعفراء عنّي المعرض المتواني

  قال: وذهبت المرأة، فما برحت من الماء حتى سمعت الصّيحة، فسألت عنها، فقيل: مات عروة بن حزام.

  قال عبد الملك: فقلت لأبي السائب: ومن⁣(⁣٦) أيّ شيء مات؟ أظنّه شرق، فقال: سخنت عيناك⁣(⁣٧)، بأيّ شيء شرق؟ قلت بريقه - وأنا أريد العبث بأبي السائب - أفترى أحدا يموت من الحبّ؟ قال: واللَّه لا تفلح أبدا، نعم يموت خوفا أن يتوب اللَّه عليه⁣(⁣٨)!

  به ما أرى

  أخبرني عمّي قال: حدّثنا / الكرانيّ، عن العمري، عن الهيثم بن عديّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النعمان بن بشير قال:

  ولاني عثمان ¥ صدقات سعد هذيم⁣(⁣٩)، وهم: بليّ، وسلامان وعذرة، وضبّة بن الحارث،


بي اليأس أو داء الهيام شربته

وفي «اللسان» (سلل):

بي السل أو داء الهيام أصابني

وداء الهيام: مرض يصيب الإبل، يشبه الحمى، تسخن به جلودها.

(١) ج: «وأخبرني».

(٢) خد: «خدلا».

(٣) خد و «المختار»: «ليس مثله يحمل».

(٤) «فقلت له: أنت عروة؟»: لم ترد في خد.

(٥) خد و «المختار»: «وعيناه تدوران في رأسه».

(٦) خد: «في أي شيء».

(٧) ج: «عينك».

(٨) خد: «خوفا أن يتوب عنه».

(٩) في «القاموس» (هذم): سعد بن هذيم كزبير: أبو قبيلة.