كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 296 - الجزء 24

  افعلي. فما زالت تندبه ثلاثا، حتى توفّيت في اليوم الرابع.

  وبلغ معاوية بن أبي سفيان خبرهما⁣(⁣١)، فقال: لو علمت بحال⁣(⁣٢) هذين الحرّين الكريمين لجمعت بينهما.

  وروي هذا الخبر عن هارون بن موسى القرويّ، عن محمد بن الحارث المخزوميّ، عن هشام بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن هشام⁣(⁣٣) بن عروة عن أبيه، أنّه كان شاهدا ذلك اليوم. ولم يذكر النعمان بن بشير في خبره.

  تمادى في حبها حتى قتله

  وذكر هارون بن مسلمة عن غصين بن برّاق، عن أم جميل الطائيّة: أنّ عفراء كانت يتيمة في حجر عمّها عمّه⁣(⁣٤)، فعرضها عليه فأباها، ثم طال المدى، وانصرف عروة في يوم عيد، بعد أن صلَّى صلاة العيد، فرآها وقد زيّنت، فرأى منها جمالا بارعا، وقدّمت له تحفة فنال منها وهو ينظر إليها، ثم خطبها إلى عمّه فمنعه ذلك⁣(⁣٥)، مكافأة لما كان من كراهته لها لمّا عرضها عليه، وزوّجها رجلا غيره فخرج بها إلى الشام، وتمادى في حبّها حتى قتله.

  يطاف به حول الكعبة

  حدّثنا⁣(⁣٦) محمد بن خلف وكيع قال: حدّثنا عبد اللَّه بن شبيب قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وغيره، عن سليمان بن عبد العزيز بن عمران الزّهريّ قال: حدّثني خارجة المكَّيّ:

  أنه رأى عروة بن حزام يطاف به حول البيت، قال: فدنوت منه، فقلت: من أنت؟ فقال: الذي أقول⁣(⁣٧):

  أفي كلّ يوم أنت رام بلادها ... بعينين إنسانا هما غرقان!

  / ألا فاحملاني بارك اللَّه فيكما ... إلى حاضر الرّوحاء ثم ذراني⁣(⁣٨)

  فقلت له: زدني، فقال: لا واللَّه ولا حرفا⁣(⁣٩).

  هذا قتيل الحب

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدّثني أبو سعيد السكَّريّ قال: حدّثني⁣(⁣١٠) محمد بن حبيب قال: ذكر الكلبيّ، عن أبي صالح، قال:


(١) «المختار»: «وبلغ خبرهما معاوية».

(٢) ج: «لو علمت بهذين».

(٣) ج، س: وروى هذا الخبر عن هشام بن عروة عن أبيه وسقط ما بينهما. وفي خد: وروى هذا الخبر عن هشام عن ابن عروة عن أبيه: هارون بن موسى القروي، عن محمد بن الحارث المخزومي عن هشام بن عبد اللَّه عن عكرومة عن هشام بن عروة عن أبيه (تكرار).

(٤) خد: «في حجر عمه».

(٥) خد: «فمنعه منها».

(٦) ج، خد: «أخبرنا». س: «أخبرني».

(٧) «التجريد»: «أنا الذي أقول». ج، س: «الذي يقول».

(٨) س: دعاني.

(٩) «التجريد»: «ولا حرفا واحدا».

(١٠) خد: «حدثنا».