كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 297 - الجزء 24

  / كنت مع ابن عبّاس بعرفة⁣(⁣١)، فأتاه فتيان يحملون بينهم⁣(⁣٢) فتى لم يبق منه⁣(⁣٣) إلا خياله، فقالوا له: يا بن عمّ رسول اللَّه، ادع له، فقال: وما به؟ فقال الفتى:

  بنا من جوى الأحزان في الصدر لوعة ... تكاد لها نفس الشّفيق⁣(⁣٤) تذوب

  ولكنّما أبقى حشاشة معول⁣(⁣٥) ... على ما به عود هناك صليب

  قال: ثم خفت في أيديهم فإذا هو قد مات.

  فقال ابن عبّاس:

  هذا قتيل الحبّ لا عقل ولا قود

  ثم ما رأيت ابن عبّاس سأل اللَّه - جلّ وعزّ - في عشيّته إلَّا العافية، ممّا⁣(⁣٦) ابتلي به ذلك الفتى، قال: وسألنا عنه فقيل: هذا عروة بن حزام.

  صوت

  أعالي أعلى اللَّه جدّك عاليا ... وأسقى برّياك العضاة البواليا

  أعالي ما شمس النهار إذا بدت ... بأحسن ممّا تحت⁣(⁣٧) برديك عاليا

  أعالي لو أنّ النساء ببلدة ... وأنت بأخرى لا تّبعتك ماضيا

  أعالي لو أشكو الذي قد أصابني ... إلى غصن رطب لأصبح ذاويا⁣(⁣٨)

  اشعر للقتّال الكلابيّ.

  وقد أدخل بعض الرّواة الأوّل⁣(⁣٩) من هذه الأبيات مع أبيات سحيم عبد بني الحسحاس التي أوّلها:

  فما بيضة بات الظَّليم يحفّها⁣(⁣١٠) ...


(١) «المختار»: «في عرفة».

(٢) في «المختار»: «فأتاه فتيان يحملانه بينهما».

(٣) «منه»: لم تذكر في «التجريد». في «المختار»: «لم يبق منه الصبر إلا خيالا».

(٤) «التجريد»: «الشقيق».

(٥) س، و «المختار»: «مقول»، ومثله في «الديوان» نقلا عن نسخة س.

(٦) ج: «بما».

(٧) خد: «بما بين برديك».

(٨) ج، س: «باليا».

(٩) خد، ج، س: «البيت الأول».

(١٠) تمام البيت:

ويرفع عنها جوجزا متجافيا وبعده:

بأحسن منها يوم قالت أراحل ... مع الركب أم ثاو لدينا لياليا

«ديوان سحيم: ١٨».