كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحكم بن عبدل ونسبه

صفحة 608 - الجزء 2

  لا أخذت أقلّ من أربعة آلاف أو أنصرف وأنا غضبان؛ قال: أعطوه إيّاها قبّحه اللَّه فإنه - ما علمت - حلَّاف مهين⁣(⁣١)؛ فأخذها وانصرف.

  أفنى الطاعون قوما من بني غاضرة فرثاهم

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثني محمد بن معاوية الأسديّ قال حدّثني مشايخنا من بني أسد محمد بن أنس وغيره قالوا:

  لمّا وقع الطاعون بالكوفة أفنى بني غاضرة ومات فيه بنو زرّ بن حبيش الغاضريّ صاحب عليّ بن أبي طالب #، وكانوا ظرفاء، وبنو عمّ لهم، فقال الحكم بن عبدل الغاضريّ يرثيهم:

  أبعد بني زرّ وبعد ابن جندل ... وعمرو أرجّي لذّة العيش في خفض

  مضوا وبقينا نأمل العيش بعدهم ... ألا إن من يبقى على إثر من يمضي

  فقد كان حولي من جياد وسالم ... كهول مساعير⁣(⁣٢) وكلّ فتى بضّ⁣(⁣٢)

  يرى الشّحّ عارا والسماحة رفعة ... أغرّ كعود البانة الناعم الغضّ

  هجاؤه محمد بن حسان وقد سأله حاجة فلم يقضها

  قال أبو الفرج: ونسخت من كتاب أبي محلَّم قال: سأل الحكم بن عبدل أخو بني نصر بن قعين محمد بن حسّان بن سعد حاجة لرجل سأله مسألته إيّاها؛ فردّه ولم يقضها؛ فقال فيه ابن عبدل:

  رأيت محمدا شرها ظلوما ... وكنت أراه ذا ورع وقصد

  يقول أماتني ربّي خداعا ... أمات اللَّه حسّان بن سعد

  فلو لا كسبه لوجدت فسلا⁣(⁣٣) ... لئيم الكسب شأنك شأن عبد

  ركبت إليه في رجل أتاني ... كريم يبتغي المعروف عندي

  فقلت له وبعض القول نصح ... ومنه ما أسرّ له وأبدي

  توقّ دراهم⁣(⁣٤) البكريّ إني ... أخاف عليك عاقبة التعدّي

  أقرّب كلّ آصرة ليدنوا ... فما يزداد منّي غير بعد

  فأقسم غير مستثن يمينا ... أبا بخر⁣(⁣٥) لتتّخمنّ ردّي

  / أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني أحمد بن بكير الأسديّ قال حدّثني⁣(⁣٦) محمد بن أنس السّلاميّ قال حدّثني محمد بن سهل الأسديّ راوية الكميت:


(١) مهين: فاجر.

(٢) مساعير: جمع مسعار وهو موقد نار الحرب، وبض: رخص الجسم.

(٣) الفسل: المسترذل الضعيف الذي لا مروءة له ولا جلد.

(٤) كذا في ط. وفي باقي الأصول: «كرائم».

(٥) كذا في أغلب الأصول. وفي ط: «بحر» بالحاء المهملة وهو تحريف.

(٦) كذا فيء، ح، ط. وهو الموافق لما سيرد قريبا ص ٤١٧، وفي أ، م: «الأسديّ عن محمد بن بشر عن محمد بن أنس الخ».