كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 327 - الجزء 24

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش؛ قال: حدّثني / محمد بن الحسن بن الحرون⁣(⁣١) قال: قال أبو عبيدة:

  جرير يهجوه أمام الفرزدق

  أنشد جرير الرّاعي هذه القصيدة والفرزدق حاضر - فلما بلغ فيها قوله:

  بها برص بأسفل⁣(⁣٢) إسكتيها

  غطَّى الفرزدق عنفقته بيده، فقال جرير:

  كعنفقة الفرزدق حين شابا

  فقال الفرزدق: أخزاك اللَّه، واللَّه لقد علمت أنّك لا تقول غيرها، قال: فسمع رجل كان حاضرا أبا عبيدة يحدّث بها، فحلف يمينا جزما أنّ الفرزدق لقّن جريرا هذا المصراع بتغطية عنفقته، ولو لم يفعل لما انتبه لذلك، وما كان هذا بيتا⁣(⁣٣). قاله متقدّما، وإنما انتبه لذلك.

  يموت كمدا من هجاء جرير

  أخبرنا أبو خليفة قال: حدّثنا محمد بن سلَّام قال: أخبرني أبو الغرّاف قال:

  الذي هاج التّهاجي بين جرير والرّاعي أنّ الرّاعي⁣(⁣٤) كان يسأل عن جرير والفرزدق.: الفرزدق أكرمهما وأشعرهما؛ فلقيه جرير فاستعذره⁣(⁣٥) من نفسه.

  / ثم ذكر باقي الخبر مثل ما تقدم، وزاد فيه:

  أنّ الرّاعي قال لابنه جندل لمّا ضرب بغلته:

  ألم تر أنّ كلب بني كليب ... أراد حياض دجلة ثم هابا

  ونفرت البغلة فزحمته حتى سقطت قلنسوة جرير، فقال الرّاعي لابنه: أما واللَّه لتكوننّ فعلة مشئومة عليك وليهجونّي⁣(⁣٦) وإياك، فليته لا يجاوزنا ولا يذكر نسوتنا. وعلم الرّاعي أنه قد أساء وندم، فتزعم بنو نمير أنه⁣(⁣٧) حلف ألا يجيب جريرا سنة غضبا على ابنه، وأنه⁣(⁣٧) مات قبل أن تمضي سنة، ويقول غير بني نمير: إنه كمد لمّا سمعها فمات كمدا.

  يعترف بغلبة جرير عليه في الهجاء

  أخبرني محمد بن العباس اليزيدي⁣(⁣٨) وأبو الحسن عليّ بن سليمان الأخفض، قالا. حدثنا أبو سعيد السّكريّ، عن محمد بن حبيب وإبراهيم بن سعدان، عن أبي عبيدة وسعدان والمفضل وعمارة بن عقيل، وأخبرنا به


(١) ب، س: «الحزون».

(٢) خد: «يجانب إسكتيها».

(٣) ب، س: «شيئا».

(٤) ب، س: الذي هاج التهاجي بين جرير والفرزدق الراعي كان يسأل ... إلخ.

(٥) استعذر من فلان: قال: من عذيري منه، وطلب من الناس العذر إن هو عاقبه.

(٦) ب، س: «فإنه يهجوني وإياك لا يجاوزنا ولا يذكر نسوتنا».

(٧ - ٧) تكملة من ف، خد.

(٨) ب، س: «الزهري».