كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 329 - الجزء 24

  صوت

  تذكَّر هذا القلب هند بني سعد ... سفاها وجهلا ما تذكَّر من هند

  تذكَّر عهدا كان بيني وبينها ... قديما وهل أبقت لك الحرب من عهد؟

  في هذين البيتين لحن من الثّقيل الأول بالوسطى، وذكر الهشاميّ أنه لنبيه، وذكر قمري⁣(⁣١) وذكاء وجه الرّزّة⁣(⁣١) أنه لبنان.

  قال ابن سلَّام:

  فلما بلغهم شعره أزعجوه وأصابوه، بأذى، فخرج عنهم وقال فيهم:

  أرى إبلي تكالأ راعياها ... مخافة جارها الدّنس الذّميم

  وقد جاورتهم فرأيت سعدا ... شعاع⁣(⁣٢) الأمر عازبة الحلوم

  (⁣٣) مغانيم القرى سرقا إذا ما ... أجنّت ظلمة اللَّيل البهيم⁣(⁣٣)

  فأمّي أرض قومك إنّ سعدا ... تحمّلت المخازي عن تميم

  عند عبد الملك بن مروان

  (⁣٤) أخبرنا أبو خليفة، عن محمد بن سلَّام، عن عبد القاهر بن السّريّ، قال:

  وفد الرّاعي إلى عبد الملك بن مروان، فقال لأهل بيته: تروّحوا⁣(⁣٥) إلى هذا الشيخ فإني أراه منجبا⁣(⁣٤)

  جندل يدافع عن أبيه أمام بلال بن أبي بردة

  أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد قال: حدّثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس: قال:

  / قدم جندل بن الرّاعي على بلال بن أبي بردة، وقد مدحه، وكان يكثر ذكر أبيه ووصفه، فقال له بلال:

  أليس أبوك الذي يقول في بنت عمّه، وأمّها امرأة من قومه⁣(⁣٦):

  فلمّا قضت من ذي الأراك لبانة ... أرادت إلينا حاجة لا نريدها

  وقد كان بعد هجاء جرير إيّاه مغلَّبا؟ فقال له جندل: لئن كان جرير غلبه لما أمسك عنه عجزا، ولكنّه أقسم غضبا عليّ ألا يجيبه سنة، فأين أنت عن قوله في عديّ بن الرّقاع العامليّ:

  لو كنت من أحد يهجى هجوتكم ... يا بن الرقاع ولكن لست من أحد

  تأبى قضاعة لم تعرف⁣(⁣٧) لكم نسبا ... وابنا نزار وأنتم بيضة البلد


(١ - ١) تكملة من ف، خد.

(٢) شعاع الأمر أي متفرقين.

(٣) (٣) تكملة من ف، خد.

(٤) (٤) تكملة من ف، خد.

(٥) خد: «تزوجوا».

(٦) ب، س، و «المختار»: «في بنت عمه وأمه وامرأة من قومه».

(٧) خد: «أن تعرف».