كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 330 - الجزء 24

  قال: فضحك بلال وقال له: أمّا في هذا فقد صدقت.

  يأبى أن يطلب من عبد الملك حاجا لنفسه

  أخبرني محمد بن عمران الصيرفيّ وعمّي قالا: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ، قال:

  حدثنا محمد بن عبد الرّحمن، عن ابن عائشة قال:

  لمّا أنشد عبيد بن حصين الرّاعي عبد الملك بن مروان قوله:

  فإن رفعت بهم رأسا نعشتهم⁣(⁣١) ... وإن لقوا مثلها من قابل فسدوا

  قال له عبد الملك: فتريد ماذا؟ قال: تردّ عليهم صدقاتهم فتنعشهم، فقال عبد الملك: هذا كثير، قال: أنت أكثر منه، قال: قد فعلت، فسلني حاجة تخصّك⁣(⁣٢)، / قال: قد قضيت حاجتي. قال: سل⁣(⁣٣) حاجتك لنفسك؟

  قال: ما كنت لأفسد هذه المكرمة:

  بنو سعد يعطونه مال العنبري

  حدّثني أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي، قال حدثنا إسماعيل بن يعقوب، عن عثمان بن نمير، عن أبيه قال:

  كنت عند العبّاس بن محمد في يوم شات⁣(⁣٤)، فدخل عليه موسى بن عبد اللَّه بن حسن، فقال له العبّاس بن محمد: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيّرا؟ فقال له موسى: واللَّه إني لأعرق⁣(⁣٥) ممّا كان اليوم، قال: وما كان يا أبا الحسن؟ فقال: ذاك أنّ أمير المؤمنين أخرج لي وللعبّاس بن الحسن خمسين ألفا: للعبّاس منها ثلاثون ألفا، واللَّه ما أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال أخو بني⁣(⁣٦) العنبر، وجاور هو وراعي الإبل في بني سعد⁣(⁣٧) بن زيد مناة، فكانوا / إذا مدحهم الراعي أخذوا مال العنبريّ فأعطوه الرّاعي، فقال العنبريّ في ذلك:

  أيقطع موصول ويوصل جانب ... أسعد بن زيد عمرك اللَّه أجملى

  فإنّا بأرض هاهنا غير طائل ... متى تعلفوا بالرّغم والخسف نأكل

  قال: فقال له العبّاس: إنكم نازعتم القوم ثوبهم⁣(⁣٨)،⁣(⁣٩) وكان عباس وأهله أعوانا له على حذيّة منكم⁣(⁣٩) مع ذلك فعباس الذي يقول لبنت حيدة المحاربية يرثيها:

  /

  أتت دون الفراش فأبشرتنا⁣(⁣١٠) ... مصيبتنا بأخت بني حداد


(١) خد: «نعتهم».

(٢) «المختار»: «فسلني خاصة، فضحك وقال» وفي خد: «سل حاجتك لنفسك خاصة فقد أجبتك إلى ذلك».

(٣) «المختار»: «سلني حاجة لنفسك».

(٤) «شات»: تكملة من ف، خد.

(٥) ب، س: «لأرق بما كان اليوم».

(٦) خد: «أحد بني العنبر».

(٧) ب، خد: «في بني زيد مناة».

(٨) ب، س: «شرفهم».

(٩ - ٩) تكملة من ف، خد.

(١٠) خد: «فأنشدتنا».