كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 331 - الجزء 24

  كأنّ الموت لا يعني سوانا ... عشيّة نحوها يحدوه حادي

  فإنّ خليفة اللَّه المرجّى ... وغيث الناس⁣(⁣١) في الإزم الشّداد

  تطاول ليله فعداك حتّى ... كأنّك لا تثوب⁣(⁣٢) إلى معاد

  يظلّ - وحقّ ذاك - كأنّ شوكا ... عليه العين تطرف من سهاد

  فليت نفوسنا حقّا فدتها ... وكلّ طريف مال أو تلاد

  / وجندل بن الراعي شاعر؛ وهو القائل، وفي شعره هذا صنعة:

  صوت

  طلبت الهوى الغوريّ⁣(⁣٣) حتى بلغته ... وسيّرت في نجديّة ما كفانيا

  وقلت لحلمي لا تنزعنّي⁣(⁣٤) عن الصّبا ... وللشّيب لا تذعر⁣(⁣٥) عليّ الغوانيا

  الشعر لجندل بن الرّاعي، والغناء لإسحاق خفيف ثقيل بالبنصر؛ عن عمرو من جامع إسحاق وقال الهشامي:

  وله فيه أيضا ثاني ثقيل، وهو لحن مشهور، وما وجدناه في جامعه، ولعله شذّ عنه أو غلط الهشامي في نسبته إليه، وقال حبش: فيه أيضا لإسحاق خفيف رمل.

  ملاحاة بينه وبين امرأته

  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدّثني أبو عبد اللَّه الهشاميّ قال: قال إسحاق: قال أبو عبيدة:

  كانت لجندل بن الرّاعي امرأة من بني عقيل، وكان بخيلا، فنظر إليها يوما وقد هزلت وتخدّد⁣(⁣٦) لحمها، فأنشأ يقول:

  عقيليّة أمّا أعالي عظامها ... فعوج وأمّا لحمها فقليل⁣(⁣٧)

  فقالت مجيبة له عن ذلك:

  عقيليّة حسناء أزرى بلحمها ... طعام لديك ابن الرّعاء قليل

  فجعل جندل يسبّها ويضربها وهي تقول: قلت فأجبت، وكذبت فصدقت، فما غضبك؟


(١) خد: «وغيث اللَّه».

(٢) ب، س: «لا تؤوب».

(٣) «التجريد»: «العذري».

(٤) كذا في «التجريد». خد. وفي ب «لا تزعني».

(٥) ذعره: خوفه وأفزعه.

(٦) تخدد لحمها: هزل.

(٧) ب، س: روى البيت:

عقيلية أما ملاك إزارها ... فضخم وأما لحمها فقليل