أخبار الحكم بن عبدل ونسبه
  بأحسن منها ولا مزنة ... دلوح تكشّف إدجانها
  وعمرة من سروات النّسا ... ء تنفح بالمسك أردانها
  أجدّ: أستمرّ. وغنيانها: استغناؤها. أم شأننا شانها: يقول أم هي على ما نحبّ. وشطَّت: بعدت، قال ابن الأعرابيّ: يقال: شطَّت وشطنت وشسعت وتشسّعت وبعدت ونأت وتزحزحت وشطرت؛ قال الشاعر:
  لا تتركنّي فيهم شطيرا(١)
  ومنه سمّي الشاطر(٢). وباح: ظهر؛ ومنه باحة الدار وأنشد:
  أتكتم حبّ سلمى(٣) أم تبوح
  والرّوضة: موضع فيه نبت وماء مستدير، وكذلك الحديقة. وقوله:
  كأنّ المصابيح حوذانها
  أراد كأنّ حوذانها المصابيح فقلب، والعرب تفعل ذلك؛ قال الأعشى:
  كأنّ الجمر مثل ترابها
  أراد كأنّ ترابها مثل الجمر. والمزنة: السحابة. والدّلوح: الثقيلة، يقال: مرّ يدلح بحمله إذا مرّ به مثقلا.
  والدّجن: إلباس الغيم السحاب(٤) برشّ وندى، / يقال: أدجنت السماء؛ [وقوله: تكشّف إدجانها](٥) إذا انكشف السواد عنها، وذلك أحسن لها، وأراد مزنة بيضاء. والأردان: ما يلي الذراعين جميعا والإبطين من الكمّين.
  الشعر لقيس بن الخطيم، والغناء لطويس خفيف ثقيل أوّل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى.
  إلى هنا انتهى الجزء الثاني من كتاب الأغاني ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثالث منه، وأوّله:
  ذكر قيس بن الخطيم وأخباره ونسبه
(١) شطيرا: غريبا.
(٢) الشاطر: هو من أعيا أهله خبثا. قال صاحب «اللسان»: وأراه مولدا، ووجه أخذه من شطر بمعنى بعد أنه يشطر عن أهله أي ينزح عنهم ويتركهم مراغما أو مخالفا.
(٣) في ح: «ليلى».
(٤) كذا في أغلب الأصول. وفي ط: «إلباس الغيم برش وندى» بدون كلمة السحاب وفي «اللسان» في مادة «دجن» والدجن: إلباس الغيم الأرض، وقيل: إلباسه أقطار السماء.
(٥) زيادة فيء، ط. وهي تكملة يتطلبها السياق.