أخبار هلال ونسبه
  وإن البعيد إن دنا فهو جاركم ... وإن شطَّ عنكم فهو أبعد أبعد
  وإنّي وإن أوجدتموني(١) لحافظ ... لكم حفظ راض عنكم غير موجد
  سيحمي حماكم بي وإن كنت غائبا ... أغرّ إذا ما ريع لم يتبلَّد
  وتعلم بكر أنّكم حيث كنتم ... وكنت من الأرض الغريبة محتدي
  وأنّي ثقيل حيث كنت على العدا ... وأنّي وإن أوحدت لست بأوحد
  وأنهم لمّا أرادوا هضيمتي ... منوا(٢) بجميع القلب عضب مهنّد
  حسام متى يعزم على الأمر يأته ... ولم يتوقّف للعواقب في غد
  وهم بدؤا بالبغي حتّى إذا جزوا ... بأفعالهم قالوا لجازيهم(٣) قد(٤)
  فلم يك منهم في البديهة(٥) منصف ... ولم يك فيهم في العواقب مهتدي
  / ولم يفعلوا فعل الحليم فيجملوا(٦) ... ولم يفعلوا فعل العزيز المؤيّد
  فإن يسر لي إيعاد(٧) بكر فربّما ... منعت الكرى بالغيظ من متوعّد
  وربّ حمى قوم أبحت ومورد ... وردت بفتيان الصباح ومورد
  / وسجف دجوجيّ من الليل حالك ... رفعت بعجلي الرّجل موّارة اليد(٨)
  سفينة خوّاض بحور همومه ... قليل التياث(٩) العزم عند التردّد
  جسور على الأمر المهيب إذا ونى ... أخو الفتك ركَّاب قرى(١٠) المتهدّد
  وقال وهو بأرض اليمن:
  أقول وقد جاوزت نعمى وناقتي ... تحنّ إلى جنبي(١١) فليج(١٢) مع الفجر
  سقى اللَّه يا ناق البلاد التي بها ... هواك، وإن عنّا نأت، سبل(١٣) القطر
(١) كذا في ط، ح، ء. وأوجدتموني: أغضبتموني، من وجد يجد وجدا وجدة وموجدة إذا غضب. وتعدية الفعل بالهمزة في مثل هذا قياسية على المختار. وفي باقي النسخ: «أوحدتموني» بالحاء، أي جعلتموني وحيدا منفردا.
(٢) منوا: ابتلوا.
(٣) في ط، ء: «لجاريهم» بالراء، والتحريف فيها واضح. وفي سائر النسخ: «لجارهم» وهو تحريف.
(٤) قد: اسم فعل بمعنى يكفي.
(٥) البديهة: أول الشيء.
(٦) كذا في ط. وفي ب، س، ح: «فيحلموا».
(٧) كذا في ح. وفي سائر النسخ: «إبعاد» بالباء الموحدة وهو تحريف.
(٨) يريد بموّارة اليد: الناقة: أي أن يدها كثيرة التردد في عرض جنبها، يعني أنها سهلة السير سريعته.
(٩) كذا في ط، ء. والالتياث: الإبطاء. وفي سائر النسخ: «ثبات».
(١٠) القرى (بالتحريك): الظهر، وقيل: وسطه.
(١١) في ط، ء: «خيفي فليج».
(١٢) كذا في ط، ء: و «معجم ياقوت». وفي باقي النسخ: «فليح» بالحاء وهو تصحيف.
(١٣) السبل: المطر النازل من السحاب قبل أن يصل إلى الأرض.