أخبار هلال ونسبه
  عيّت(١)
  بنو عمرو بحمل هنائد(٢) ... فيها العشار(٣) ملابئ الأبكار
  حتى تلافاها كريم سابق ... بالخير حلّ منازل الأخيار
  حتى إذا وردت جميعا أرزمت(٤) ... جلَّان بعد تشمّس ونفار
  ترعى بصحراء(٥) الإهالة روبة(٦) ... والعنظوان(٧) منابت(٨) الجرجار(٩)
  أعان قمير بن سعد على بكر بن وائل وقال في ذلك شعرا:
  وقال خالد بن كلثوم: كان قمير بن سعد مصدّقا على بكر بن وائل، فوجد منهم رجلا قد سرق / صدقته(١٠)، فأخذه قمير ليحبسه، فوثب قومه وأرادوا أن يحولوا بين قمير وبينه وهلال حاضر، فلما رأى ذلك هلال وثب على البكريّين فجعل يأخذ الرجلين منهم فيكنفهما(١١) ويناطح بين رؤوسهما، فانتهى إلى قمير أعوانه فقهروا البكريّين؛ فقال هلال في ذلك:
  / دعاني قمير دعوة فأجبته ... فأيّ امرئ في الحرب حين دعاني
  معي مخذم قد أخلص القين حدّه ... يخفّض عند الرّوع روع جناني
  وما زلت مذ شدّت يميني حجزتي(١٢) ... أحارب أو في ظلّ حرب(١٣) تراني
  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثنا حكيم بن سعد عن زفر بن هبيرة قال:
(١) كذا في ط، ء. وفي ب، س، أ: «عنيت».
(٢) كذا في الأصول كلها، والظاهر أنه جمع هنيدة وهي المائدة من الإبل. والذي في «اللسان» و «شرح القاموس»: أن هنيدة مائة من الإبل معرفة لا تنصرف ولا يدخلها الألف واللام ولا تجمع ولا واحد لها من جنسها. وفي «الأساس»: «وأعطاه هنيدة: مائة من الإبل، وهندا: مائتين».
(٣) العشار: جمع عشراء بضم العين وفتح الشين كنفساء ونفاس ولا ثالث لهما، والعشراء: الناقة التي أتى عليها عشرة أشهر من نتاجها.
ويقال عشار ملابئ إذا دنا نتاجها.
(٤) أرزمت الناقة: حنت إلى ولدها. وفي المثل: «لا أفعله ما أرزمت أم حائل».
(٥) صحراء الإهالة: اسم موضع ذكره «ياقوت» ولم يعينه واستشهد بشعر لهلال بن الأسعر.
(٦) الروبة: مكرمة من الأرض كثيرة النبات والشجر وهي أبقى الأرض كلأ.
(٧) العنظوان: ضرب من النبات إذا أكثر منه البعير وجع بطنه.
(٨) كذا في جميع الأصول ولعلها «فنابت» بفاء العطف ليستقيم المعنى.
(٩) الجرجار: نبت طيب الريح.
(١٠) في ب، س، ح: «بعض صدقته».
(١١) يكنفهما: يضمهما.
(١٢) الحجزة: معقد الإزار.
(١٣) لم يقع في هذا البيت ما يسمى في العروض بالاعتماد. والاعتماد: سقوط الخامس من فعولن التي قبل القافية. وإثبات هذا الساكن فيما يكون ضربه محذوفا كما في هذا الشعر لم يقع إلا على قبح، ولم يأت في الشعر إلا شاذا قليلا، ومنه ما أنشده الخليل:
أقيموا بني النعمان عنا صدوركم ... وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا
وقول امرئ القيس:
أعني على برق أراه وميض ... يضيء حبيّا في شماريخ بيض
وتخرج منه لامعات كأنها ... أكف تلقى الفوز عند المفيض