2 - ذكر معبد وبعض أخباره
  نسبة هذين الصوتين وأخبارهما
  صوت
  حنّ قلبي من بعد ما قد أنابا ... ودعا الهمّ شجوه فأجابا
  فاستثار المنسّي من لوعة الحبّ ... وأبدى(١) الهموم والأوصابا
  ذاك من منزل لسلمى خلاء ... مكتس من عفائه جلبابا
  عجت فيه وقلت للرّكب عوجوا ... طمعا أن يردّ ربع جوابا
  ثانيا من زمام وجناء عنس ... قانيا لونها يخال خضابا(٢)
  جدّها الفالج الأشمّ من البخ ... ت وخالاتها انتخبن عرابا(٣)
  / الشعر لعمر بن أبي ربيعة. والغناء لابن سريج، وله فيه لحنان: رمل بالسّبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق، وخفيف ثقيل أوّل(٤) بالبنصر عن عمرو.
  صوت
  منع الحياة من الرجال ونفعها ... حدق تقلَّبها النساء مراض
  وكأنّ أفئدة الرجال إذا رأوا ... حدق النساء لنبلها أغراض
  الشعر للفرزدق، والغناء لمعبد ثقيل أوّل عن الهشاميّ:
  أخبرني محمد بن مزيد(٥) بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن سياط قال حدّثني يونس الكاتب قال:
  رحلة معبد إلى الأهواز وما وقع بينه وبين الجواري المغنيات بالسفينة
  كان معبد قد علَّم جارية من جواري الحجاز الغناء - تدعى «ظبية»(٦) - وعني بتخريجها، فاشتراها رجل من أهل العراق فأخرجها إلى البصرة وباعها هناك، فاشتراها رجل من أهل الأهواز، فأعجب بها وذهبت به كلّ مذهب
(١) في ح، ر: «وسوى» وفي ت: «وسر» وهما محرفان عن «شرى» التي في «الديوان».
(٢) روى في «الديوان»:
ثانيا من زمام وجناء حرف ... عاتك لونها يحاكي الضبابا
والوجناء: الناقة الشديدة. واشتقاقه من الوجين وهي الأرض الصلبة أو الحجارة. والعنس هنا: الناقة الصلبة القوية. والحرف من الإبل: النجيبة الماضية التي أنضتها الأسفار، شبهت بحرف السيف في مضائها ونجائها ودقتها وقنأ كمنع قنوءا وقنا قنوّا: اشتدت حمرته، والعاتك: الأحمر، يقال: عتكت القوس إذا أحمرّت من القدم وطول العهد.
(٣) قال الجوهريّ في «الصحاح»: الفالج: الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السند للفحلة. والبخت والبختية: الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج. والعراب: العربية وهي خلاف البراذين والبخاتي، جمع عربي وهو جمع خاص بالخيل والإبل، يقال في الناس: عرب وأعراب، وفي الخيل والإبل: عراب. قال في «اللسان»: وقد قالوا: خيل أعرب وإبل أعرب. وقد روى في ت: «من النجب» وهي مستقيمة أيضا.
(٤) هذه الكلمة ساقطة من ت، ح، ر.
(٥) في ح، ب، س: «يزيد». ولم نعثر على هذا الاسم حتى نرجح إحدى الروايتين.
(٦) في ت: «طيبة».