خبر زيد بن عمرو ونسبه
  يقول أنفي(١) لك عان راغم ... مهما تجشّمني فإنّي جاشم(٢)
  ثم يسجد. قال محمد بن الضحّاك عن أبيه: [و](٣) هو الذي يقول:
  لا همّ إنّي حرم لا حلَّه(٤) ... وإنّ داري أوسط المحلَّه
  عند الصّفا ليست بها مضلَّه
  شعره في ترك عبادة الأوثان:
  قال الزبير وحدّثني مصعب بن عبد اللَّه عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: قال زيد بن عمرو بن نفيل:
  عزلت الجنّ والجنّان عنّي(٥) ... كذلك يفعل الجلد الصّبور
  / فلا العزّى أدين ولا ابنتيها ... ولا صنمي بني غنم(٦) أزور(٧)
  / ولا هبلا(٨) أدين وكان ربّا ... لنا في الدهر إذ حلمي صغير
  أربّا واحدا أم ألف ربّ ... أدين إذا تقسّمت الأمور
  ألم تعلم بأنّ اللَّه أفنى ... رجالا كان شأنهم الفجور
  وأبقى آخرين ببرّ قوم ... فيربو منهم الطفل الصغير
  وبينا المرء يعثر ثاب(٩) يوما ... كما يتروّح الغصن النّضير
  فقال ورقة بن نوفل لزيد بن عمرو بن نفيل:
  رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنّبت تنّورا من النار حاميا
  بدينك ربّا ليس رب كمثله ... وتركك جنّان(١٠) الجبال كما هيا
(١) كذا في ط، وهي في بقية الأصول مضطربة ومحرفة.
(٢) جاشم: وصف من جشم الأمر إذا تجشمه وتكلفه على مشقة.
(٣) زيادة في ط، ء.
(٤) كذا ورد «حرم» و «حله» مضبوطين في بعض الأصول، وهذا الضبط هو الذي يتزن به الشعر، فلعلهما مصدران وصف بهما، إذ الوصف الذي ورد في كتب اللغة من هذه المادة في هذا المعنى: «حرم» و «حل» بالكسر و «حرام» و «حلال».
(٥) كذا في جميع الأصول؛ وفي «بلوغ الأرب في أحوال العرب» ج ٢ ص ٢٢٠ طبع مطبعة دار السلام ببغداد:
تركت اللات والعزى جميعا
(٦) كذا في «كتاب الأصنام» لابن الكلبي ص ٢٢ طبع المطبعة الأميرية و «بلوغ الأرب في أحوال العرب»، والذي في الأصول: «بني طسم» وطسم من القبائل البائدة فلم يكن لها في عهد زيد بن عمرو أصنام يهجرها.
(٧) كذا في ط، ء و «كتاب الأصنام» و «بلوغ الأرب» ج ٢ ص ٢٢٠، والذي في بقية الأصول: «أدير».
(٨) كذا في «كتاب الأصنام» لابن الكلبيّ، وهبل كصرد: صنم كان لقريش في الكعبة يعبدونه. وفي ط، ء: «ولا غنما». وفي باقي الأصول: «ولا غمّا»، ولم نجد لكليهما مسمى من الأصنام.
(٩) كذا في ط، ء، ورسمت كلمة «ثاب» على وجه تقرأ به «ثاب» و «بات»، وفي بقية الأصول: «فبينا المرء يعثر ذات يوم»، وثاب: عاد إلى ما كان عليه من استقامة.
(١٠) جنّان الجبال: الذين يأمرون بالفساد من شياطين الإنس أو من الجنّ. (انظر «اللسان» مادة جنّ).