كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر زيد بن عمرو ونسبه

صفحة 90 - الجزء 3

  بلغته البعثة فخرج من الشأم فقتله أهل ميفعة:

  قال الزبير وحدّثني مصعب بن عبد اللَّه عن الضّحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد قال قال هشام بن عروة:

  بلغنا أنّ زيد بن عمرو كان بالشأم، فلما بلغه خبر النبيّ أقبل يريده فقتله أهل ميفعة⁣(⁣١).

  قال عنه النبيّ : إنه يأتي يوم القيامة أمة وحده:

  قال الزّبير وحدّثني مصعب بن عبد اللَّه عن الضّحاك بن عثمان عن عبد الرحمن ابن أبي الزّناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو قال:

  سألت أنا وعمر بن الخطَّاب رسول اللَّه عن زيد فقال: «يأتي يوم القيامة أمّة وحده».

  / وأنشد محمد بن الضحّاك عن الحزاميّ عن أبيه لزيد بن عمرو:

  أسلمت وجهي لمن أسلمت ... له المزن تحمل عذبا زلالا

  وأسلمت وجهي لمن أسلمت ... له الأرض تحمل صخرا ثقالا

  دحاها فلما استوت شدّها ... سواء وأرسى عليها الجبالا

  زهير بن جناب وشعره في الكبر:

  وأما زهير بن جناب الكلبيّ فإنّه أحد المعمّرين، يقال: إنه عمّر مائة وخمسين سنة وهو - فيما ذكر - أحد الذين شربوا الخمر في الجاهليّة حتّى قتلتهم؛ وكان قد بلغ من السنّ الغاية التي ذكرناها، فقال ذات يوم: إنّ الحيّ ظاعن، فقال عبد اللَّه [ابن عليم]⁣(⁣٢) بن جناب: إن الحي مقيم؛ فقال زهير: إن الحيّ مقيم؛ فقال عبد اللَّه: إنّ الحيّ ظاعن؛ فقال: من هذا الذي يخالفني منذ اليوم! قيل: ابن أخيك عبد اللَّه بن عليم؛ فقال: أو ما هاهنا أحد ينهاه عن ذلك! قالوا: لا؛ فغضب وقال: لا أراني قد خولفت، ثم دعا بالخمر فشربها⁣(⁣٣) صرفا بغير مزاج وعلى غير طعام حتّى قتلته. وهو الذي يقول في ذمّ الكبر وطول الحياة:

  الموت خير للفتى ... فليهلكن وبه بقيّة

  من أن يرى الشّيخ⁣(⁣٤) البجا ... ل إذا تهادى بالعشيّة

  أبنيّ إن أهلك فقد ... أورثتكم مجدا بنيّه

  / وتركتكم أبناء سا ... دات زنادكم وريّه


(١) كذا في «معجم ما استعجم» للبكري ص ٥٦٩ و «شرح القسطلاني على البخاري» ج ٦ ص ٢٠٦ طبع بولاق، وهي قرية من أرض البلقاء من الشام، وقد وردت محرّفة في جميع الأصول.

(٢) الزيادة عن كتاب «شعراء النصرانية» ج ١ ص ٢٠٧ وقد جاء في «القاموس» وشرحه مادة علم «وكزبير اسم رجل وهو عليم بن جناب أخو زهير من بني كلب بن وبرة».

(٣) كذا فيء، ط. وفي باقي الأصول: «يشربها».

(٤) البجال: الكبير العظيم، ونقل صاحب «اللسان» في مادة يحل عن أبي عمرو: أنّ البجال: الرجل الشيخ السيّد واستشهد له بهذه الأبيات.