أخبار ابن المولى ونسبه
  مزمّرة(١)
  سقبا كأن زمامها ... بجرداء من عمّ(٢) الصّنوبر معلق
  موكَّلة بالفادحات كأنها ... وقد جعلت منها الثّميلة(٣) تخلق
  بقيّ(٤) الملاهيق(٥) أمام رئاله(٦) ... أصمّ هجفّ(٧) أقرع الرأس نقنق(٨)
  تراها إذا استعجلتها وكأنها ... على الأين يعروها من الرّوع أولق(٩)
  مورّكة(١٠) أرض العذيب(١١) وقد بدا ... فسرّ به للآئبين الخورنق(١٢)
  فاستحسنها المهديّ وأجزل صلته، وأمر فغنّي في نسيب القصيدة. فأمّا ما شرطت ذكره من تمام القصيدة فهو بعقب البيت الثاني منها:
  عفتها الرياح الرامسات(١٣) مع البلى ... بأذيالها والرائح المتبعّق(١٤)
  بكل شآبيب من الماء خلفها ... شآبيب ماء مزنها متألَّق
  / إذا ريّق(١٥) منها هريقت سجاله ... أعيد لها كرفئ(١٦) ماء وريّق
  فأصبح يرمي بالرّباب(١٧) كأنما ... بأرجله منه نعام معلَّق
  فلا تبك أطلال الديار فإنها ... خبال(١٨) لمن لا يدفع(١٩) الشوق عولق(٢٠)
(١) كذا في جميع النسخ بالزاي المعجمة ولعله مضعف من زمر الظليم بمعنى صوّت، وقد أصلحها الأستاذ الشنقيطي بهامش نسخته بالذال المعجمة، وربما أراد أن تكون من ذمر بمعنى حث فهو يصفها بأنها سريعة السير لأنها محثوثة عليه. والسقب: الطويل من كل شيء.
(٢) العمّ: النخل الطوال، واستعير هنا لطول شجر الصنوبر.
(٣) الثميلة: ما يبقى في بطن الدابة من العلف والماء وما يدخره الإنسان من طعام وغيره، وكل بقية ثميلة.
(٤) القيّ: القفر.
(٥) وردت هذه الكلمة في جميع النسخ هكذا «هين» وهو تحريف ظاهر والصواب ما أثبتناه، والهيق: الظليم.
(٦) الرئال: أفراخ النعام واحدها رأل.
(٧) الهجف: الظليم المسن، وقيل: الجافي الثقيل من النعام.
(٨) النقنق: الظليم.
(٩) الأولق: الجنون.
(١٠) موركة: مجاوزة.
(١١) العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة بينه وبين القادسية أربعة أميال.
(١٢) الخورنق: قصر بالحيرة.
(١٣) عفتها: محتها ودرستها، والرامسات: الدواقن للآثار.
(١٤) الرائح المتبعق: المطر المندفع، قال رؤبة:
جود كجود الغيث إذ تبعّقا
وفي ح، ب: المتعبق وهو غير مناسب.
(١٥) الريق: المطر اليسير يصيبك منه شيء.
(١٦) الكرفئ: السحاب المرتفع وقد دخل على هذا الشطر «الكف» وهو حذف السابع الساكن من «مفاعيلن» الأولى وهو قبيح.
(١٧) الرباب: السحاب الأبيض.
(١٨) كذا في أ، ء: وفي سائر النسخ «خيال».
(١٩) في الأصول: «يرفع» بالراء.
(٢٠) العولق: الغول، وهو صفة لخبال.