أخبار ابن المولى ونسبه
  فداويت وجدي باجتناب فلم يكن ... دواء لما ألقاه(١) منها التجنّب
  فلا أنا عند النّأي سال لحبها ... ولا أنا منها مشتف حين تصقب(٢)
  وما كنت بالراضي بما غيره الرّضا ... ولكنني أنوي العزاء فأغلب
  وليل خداريّ(٣) الرّواق جشمته ... إذا هابه السارون لا أتهيّب
  لأظفر يوما من يزيد بن حاتم ... بحبل جوار ذاك ما كنت أطلب
  بلوت وقلَّبت الرجال كما بلا ... بكفّيه أوساط القداح مقلَّب
  وصعّدني همّي(٤) وصوّب مرّة ... وذو الهمّ يوما مصعد ومصوّب
  لأعرف ما آتى(٥) فلم أر مثله ... من الناس فيما حاز شرق ومغرب
  أكرّ على جيش وأعظم هيبة ... وأوهب في جود لما ليس يوهب
  تصدّى رجال(٦) في المعالي ليلحقوا ... مداك وما أدركته فتذّبذبوا
  ورمت الذي راموا فأذللت صعبه ... وراموا الذي أذللت منه فأصعبوا(٧)
  / ومهما تناول من منال سنيّة ... يساعدك فيها المنتمى(٨) والمركَّب(٩)
  ومنصب(١٠) آباء كرام نماهم ... إلى المجد آباء كرام ومنصب
  صوت
  كواكب دجن كلَّما انقضّ كوكب ... بدا منهم بدر منير وكوكب
  أنار به آل المهلَّب بعدما ... هوى منكب منهم بليل ومنكب
  / وما زال إلحاح الزمان عليهم ... بنائبة كادت لها الأرض تخرب(١١)
  فلو أبقت الأيام حيّا نفاسة ... لأبقاهم للجود ناب ومخلب
(١) كذا في ح وهو المناسب. وفي باقي الأصول: «أبقاه».
(٢) تصقب: تقرب.
(٣) الخداريّ: المظلم.
(٤) الهمّ: ما يهم به الرجل في نفسه وهو هنا كناية عن العزم.
(٥) كذا في أ، ء، م. وفي باقي الأصول: «أتلى» وهو تحريف.
(٦) كذا في جميع النسخ والذي في «كتب اللغة» أن «تصدّى» يتعدّى باللام.
(٧) يقال: أصعب الرجل الشيء إذا وجده صعبا.
(٨) في جميع الأصول: «المنتهي» وهو محرف عن المنتمى أي المنتمي إليه، يقال: انتمى فلان إلى حسب أي ارتفع إليه، وانتمى إلى فلان أي ارتفع في نسبه إليه، قال الفرزدق:
فصارت لذهل دون شيبان إنهم ... ذوو العز عند المنتمي والتكرم
(٩) المركَّب: المنبت، يقال: فلان كريم المركب أي كريم الأصل.
(١٠) المنصب: الأصل والمنبت.
(١١) في ح وفي سائر الأصول: «تجرب» بالجيم المعجمة، والأرض الجرباء: الممحلة المقحوطة، ولم نجد في «كتب اللغة» التي بين أيدينا ورود فعل من هذه المادة بهذا المعنى، ومن المحتمل أن تكون «تجدب» وهي بمعناها.