أخبار عطرد ونسبه
  كالشمس راق جمالها ... بين النّساء على الجمال
  لمّا رأيت جمالهم ... في الآل(١) تغرق باللآلي
  يا ليت ذلك بعد أن ... أظهرت أنّك لا تبالي
  ولمثل ما جرّبت من ... إخلافهنّ لذي الوصل
  أسلاك عن طلب الصّبا ... وأخو الصّبا لا بدّ سالي
  يا بن الأطايب للأطا ... يب ذا المكارم والمعالي
  وابن الهداة بنى الهدا ... ة وكاشفي ظلم الضّلال
  أصبحت أكرم غالب ... عند التّفاخر والنّضل
  وإذا تحصّل(٢) هاشم ... يعلو بمجدك كلّ عالي
  ويكون بيتك منهم ... في الشاهقات من القلال(٣)
  / هذا وأنت ثمالها(٤) ... وابن الثّمال أخو(٥) الثّمال
  ومآلها بأمورها ... إنّ الأمور إلى مآل
  قال: فأمر له خاصّة بعشرة آلاف درهم معجّلة، ثم ساواه بسائر الوفد بعد ذلك في الجائزة وأعطاه مثل ما أعطاهم، وقال: ذلك بحقّ المديح، وهذا بحقّ الوفادة.
  سأل عنه عبد الملك لما قدم المدينة ثم تبعه ابن المولى وأنشده فأجازه:
  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ أبو أحمد وعمّي قالا حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني إبراهيم بن إسحاق بن عبد الرحمن بن طلحة بن عمر بن عبيد اللَّه قال حدّثني عبد اللَّه بن إبراهيم / الجمحيّ قال:
  قدم عبد الملك بن مروان المدينة، وكان ابن المولى يكثر مدحه، وكان يسأل عنه من غير أن يكونا التقيا - قال: وابن المولى مولى الأنصار - فلما قدم عبد الملك المدينة قدم ابن المولى، لما بلغه من مسألة عبد الملك عنه، فوردها وقد رحل عبد الملك عنها، فأتبعه(٦) فأدركه بإضم بذي خشب بين عين مروان وعين الحديد، وهما جميعا لمروان، فالتفت عبد الملك إليه وابن المولى على نجيب متنكَّبا قوسا عربية، فقال له عبد الملك: ابن المولى؟
  قال: لبيّك يا أمير المؤمنين؛ قال: مرحبا بمن نالنا شكره ولم ينله منا فعل، ثم قال له: أخبرني عن ليلى التي تقول فيها:
(١) الآل: السراب، وقيل الآل من الضحى إلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إلى صلاة العصر.
(٢) تحصل: تخلص ويماز بين بيوتها، وفي الحديث: «بذهب لم تحصل من ترابها» أي لم تخلص (والذهب يذكر ويؤنث). ويقال للمرأة التي تميز الذهب من الفضة: محصله.
(٣) القلال: جمع قلة وهي أعلى الجبل، وقلة كل شيء رأسه وأعلاه.
(٤) الثمال: الغياث.
(٥) كذا فيء، وفي باقي الأصول «أخي».
(٦) فأتبعه: تبعه وذلك إذا كان سبقه فلحقه، وفي القرآن الكريم: {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِه ِ}.