أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه
  ٣٦ - أخبار الحارث بن خالد المخزوميّ ونسبه
  نسبه من قبل أبويه:
  الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب. وأمّه فاطمة بنت أبي سعيد بن الحارث بن هشام، وأمّها بنت أبي جهل بن هشام. وكان العاص بن هشام جدّ الحارث بن خالد خرج مع المشركين يوم بدر فقتله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ¥.
  قامر أبو لهب العاص بن هاشم على نفسه فاسترقه وأرسله بدله يوم بدر:
  حدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثني مصعب بن عبد اللَّه قال:
  قامر أبو لهب العاص بن هشام في عشر من الإبل فقمره(١) أبو لهب، ثم في عشر فقمره، ثم في عشر فقمره، ثم في عشر فقمره، ثم في عشر فقمره، إلى أن خلعه من ماله فلم يبق له شيء، فقال له: إني أرى القداح قد حالفتك يا بن عبد المطَّلب فهلمّ أقامرك، فأيّنا قمر كان عبدا لصاحبه، قال: افعل، ففعل، فقمره أبو لهب فكره أن يسترقّه فتغضب بنو مخزوم، فمشى إليهم وقال: افتدوه منّي بعشر من الإبل؛ فقالوا: لا واللَّه ولا بوبرة، فاسترقّه فكان يرعى له إبلا إلى أن خرج المشركون إلى بدر. وقال غير مصعب: فاسترقّه وأجلسه قينا(٢) يعمل الحديد.
  فلما خرج المشركون إلى بدر كان من لم يخرج أخرج بديلا، وكان أبو لهب عليلا فأخرجه وقعد، على أنه إن عاد إليه أعتقه، فقتله عليّ بن أبي طالب ¥ يومئذ.
  ذهابه مذهب ابن أبي ربيعة في الغزل، وحبه عائشة بنت طلحة وولايته مكة:
  والحارث بن خالد أحد شعراء قريش المعدودين الغزليّين، وكان يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء، وكان يهوى عائشة بنت طلحة بن عبيد اللَّه ويشبّب بها؛ وولَّاه عبد الملك بن مروان مكَّة، وكان ذا قدر وخطر ومنظر في قريش؛ وأخوه عكرمة بن خالد المخزوميّ محدّث جليل من وجوه التابعين، قد روى عن جماعة من الصحابة؛ وله أيضا أخ يقال له عبد الرحمن بن خالد، شاعر، وهو الذي يقول:
  رحل الشباب وليته لم يرحل ... وغدا لطيّة(٣) ذاهب متحمّل(٤)
  ولَّى بلا ذمّ وغادر بعده ... شيبا أقام مكانه في المنزل
  ليت الشباب ثوى لدينا حقبة ... قبل المشيب وليته لم يعجل
(١) قمره: غلبه في المقامرة.
(٢) القين: الحدّاد.
(٣) الطية: المنتأى، والقصد، والنية التي تنتوي.
(٤) المتحمل: الراحل.