أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه
  فنصيب من لذّاته ونعيمه ... كالعهد إذ هو في الزمان الأوّل
  وفيه غناء.
  كان أبو عمرو بن العلاء يرسل إليه أخاه معاذا يسأله عن بعض الحروف:
  حدّثني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ قال:
  قال معاذ بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء: كان أبو عمرو إذا لم يحجّ استبضعني(١) الحروف(٢) أسأل عنها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة الشاعر وآتيه بجوابها؛ قال: فقدمت عليه سنة من السنين وقد ولَّاه عبد الملك بن مروان مكة، فلما رآني قال: يا معاذ، / هات ما معك من بضائع أبي عمرو، فجعلت أعجب من اهتمامه بذلك وهو أمير.
  هو أحد شعراء قريش الخمسة المشهورين:
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكَّار، وأخبرني به الحسن بن عليّ عن أحمد بن سعيد عن الزبير، ولفظه أتمّ، قال حدّثني محمد بن الضحّاك الحزاميّ قال:
  كانت العرب تفضّل قريشا في كلّ شيء إلا الشعر، فلما نجم في قريش عمر بن أبي ربيعة والحارث بن خالد المخزوميّ والعرجيّ وأبو دهبل وعبيد(٣) اللَّه بن قيس الرّقيّات(٤)، أقرّت لها العرب بالشعر أيضا.
  تفاخر مولى له ومولى لابن أبي ربيعة بشعريهما:
  أخبرني عليّ بن صالح بن الهيثم وإسماعيل بن يونس وحبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز قالوا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني محمد بن يحيى أبو غسّان قال:
  تفاخر مولى لعمر بن أبي ربيعة ومولى للحارث بن خالد بشعريهما، فقال مولى الحارث لمولى عمر: دعني منك فإنّ مولاك واللَّه لا يعرف المنازل إذا قلبت، يعني قول الحارث:
  إني وما نحروا غداة منى ... عند الجمار تؤودها(٥) العقل
(١) كذا في الأصول، ولم نجد في «كتب اللغة» التي بأيدينا ك «اللسان» و «القاموس» «استبضع» متعديا لمفعولين، والموجود «استبضع الشيء» أي جعله بضاعته. والموجود متعديا من هذه المادة «أبضعني» فإنه يقال: أبضعني البضاعة أي أعطاني إياها.
(٢) الحروف: الكلمات واحدها حرف.
(٣) كذا ورد هذا الاسم في «الأغاني» في ترجمته ج ٤ ص ١٥٥ طبع بولاق و «شرح القاموس» مادة «رقى» و «ولاة مصر» للكندي ص ٥٢ و «الموشح» للمرزباني ص ١٥٠، ١٨٦، ٢٢١ وقد ورد في جميع الأصول: «عبد اللَّه» وورد كذلك في «نقائض جرير والفرزدق» ص ٥٩٨ وقد ورد في الطبري قسم ٢ ص ٧٩٠، ٨١٢، ٨٢٨، ١١٧٣ باسم ابن قيس الرقيات فقط، وذكر البغدادي في «الخزانة»: أن لقيس ابنين عبيد اللَّه وعبد اللَّه واختلفوا في الشاعر منهما، فقال ابن قتيبة والمبرد في «الكامل»: هو عبد اللَّه المكبر، وقال المرزبانيّ في «معجمه»: هو عبيد اللَّه بالتصغير، قال: ومن الرواة من يقول الشاعر عبد اللَّه وهو خطأ.
(٤) ذكر البغدادي في «الخزانة» في ترجمته ج ٣ ص ٢٦٧ أنه يقال: الرقيات بالرفع على أنه صفة لعبد اللَّه وبالجر على الإضافة لأنه قيل:
إن في جدّاته ثلاث نسوة يسمين بهذا الاسم أو أنهن زوجاته أو محبوباته.
(٥) كذا في ح، ومعناه تثقلها. وفي سائر الأصول «تؤدّها» من أدّه الأمر يؤدّه ويئدّه إذا دهاه. والعقل: جمع عقال ويجوز في عين هذا الجمع التسكين كما هنا.