كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه

صفحة 218 - الجزء 3

  فنصيب من لذّاته ونعيمه ... كالعهد إذ هو في الزمان الأوّل

  وفيه غناء.

  كان أبو عمرو بن العلاء يرسل إليه أخاه معاذا يسأله عن بعض الحروف:

  حدّثني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ قال:

  قال معاذ بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء: كان أبو عمرو إذا لم يحجّ استبضعني⁣(⁣١) الحروف⁣(⁣٢) أسأل عنها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة الشاعر وآتيه بجوابها؛ قال: فقدمت عليه سنة من السنين وقد ولَّاه عبد الملك بن مروان مكة، فلما رآني قال: يا معاذ، / هات ما معك من بضائع أبي عمرو، فجعلت أعجب من اهتمامه بذلك وهو أمير.

  هو أحد شعراء قريش الخمسة المشهورين:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير بن بكَّار، وأخبرني به الحسن بن عليّ عن أحمد بن سعيد عن الزبير، ولفظه أتمّ، قال حدّثني محمد بن الضحّاك الحزاميّ قال:

  كانت العرب تفضّل قريشا في كلّ شيء إلا الشعر، فلما نجم في قريش عمر بن أبي ربيعة والحارث بن خالد المخزوميّ والعرجيّ وأبو دهبل وعبيد⁣(⁣٣) اللَّه بن قيس الرّقيّات⁣(⁣٤)، أقرّت لها العرب بالشعر أيضا.

  تفاخر مولى له ومولى لابن أبي ربيعة بشعريهما:

  أخبرني عليّ بن صالح بن الهيثم وإسماعيل بن يونس وحبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز قالوا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني محمد بن يحيى أبو غسّان قال:

  تفاخر مولى لعمر بن أبي ربيعة ومولى للحارث بن خالد بشعريهما، فقال مولى الحارث لمولى عمر: دعني منك فإنّ مولاك واللَّه لا يعرف المنازل إذا قلبت، يعني قول الحارث:

  إني وما نحروا غداة منى ... عند الجمار تؤودها⁣(⁣٥) العقل


(١) كذا في الأصول، ولم نجد في «كتب اللغة» التي بأيدينا ك «اللسان» و «القاموس» «استبضع» متعديا لمفعولين، والموجود «استبضع الشيء» أي جعله بضاعته. والموجود متعديا من هذه المادة «أبضعني» فإنه يقال: أبضعني البضاعة أي أعطاني إياها.

(٢) الحروف: الكلمات واحدها حرف.

(٣) كذا ورد هذا الاسم في «الأغاني» في ترجمته ج ٤ ص ١٥٥ طبع بولاق و «شرح القاموس» مادة «رقى» و «ولاة مصر» للكندي ص ٥٢ و «الموشح» للمرزباني ص ١٥٠، ١٨٦، ٢٢١ وقد ورد في جميع الأصول: «عبد اللَّه» وورد كذلك في «نقائض جرير والفرزدق» ص ٥٩٨ وقد ورد في الطبري قسم ٢ ص ٧٩٠، ٨١٢، ٨٢٨، ١١٧٣ باسم ابن قيس الرقيات فقط، وذكر البغدادي في «الخزانة»: أن لقيس ابنين عبيد اللَّه وعبد اللَّه واختلفوا في الشاعر منهما، فقال ابن قتيبة والمبرد في «الكامل»: هو عبد اللَّه المكبر، وقال المرزبانيّ في «معجمه»: هو عبيد اللَّه بالتصغير، قال: ومن الرواة من يقول الشاعر عبد اللَّه وهو خطأ.

(٤) ذكر البغدادي في «الخزانة» في ترجمته ج ٣ ص ٢٦٧ أنه يقال: الرقيات بالرفع على أنه صفة لعبد اللَّه وبالجر على الإضافة لأنه قيل:

إن في جدّاته ثلاث نسوة يسمين بهذا الاسم أو أنهن زوجاته أو محبوباته.

(٥) كذا في ح، ومعناه تثقلها. وفي سائر الأصول «تؤدّها» من أدّه الأمر يؤدّه ويئدّه إذا دهاه. والعقل: جمع عقال ويجوز في عين هذا الجمع التسكين كما هنا.