كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار موسى شهوات ونسبه

صفحة 247 - الجزء 3

  أبان وما استغنى عن الثّدي خيره ... أبان به في المهد قبل قعود

  دعوه دعوه إنكم قد رقدتم ... وما هو عن أحسابكم برقود

  ترى الجند والجنّاب⁣(⁣١) يغشون بابه ... بحاجاتهم من سيّد ومسود

  فيعطي ولا يعطى ويغشى ويجتدى ... وما بابه للمجتدي بسديد

  / قتلت أناسا هكذا في جلودهم ... من الغيظ لم تقتلهم بحديد

  يعيشون ما عاشوا بغيظ وإن تحن ... مناياهم يوما تحن بحقود

  فقل لبغاة العرف قد مات خالد ... ومات الندى إلا فضول سعيد

  قال وكيع في خبره: أمّا قوله: «لا أعني ابن بنت سعيد» فإنّ أمّ سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان آمنة بنت سعيد بن العاصي، وعائشة أمّ عقيد الندى بنت عبد اللَّه بن خلف الخزاعيّة أخت طلحة الطَّلحات، وأمّها صفيّة بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار بن قصيّ، وأمّ أبي⁣(⁣٢) عقيد الندى رملة بنت معاوية بن أبي سفيان.

  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر المهلبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال:

  لما أنشد موسى شهوات سليمان بن عبد الملك شعره في سعيد بن خالد قال له: اتّفق اسماهما واسما أبويهما، فتخوّفت أن يذهب شعري باطلا ففرّقت بينهما بأمّهما، فأغضبه أن مدحت ابن عمّه، فقال له سليمان: بلى واللَّه لقد هجوته وما خفي عليّ ولكني لا أجد إليك سبيلا، فأطلقه.

  عمل شعرا في مدح حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير وقبل معبد أن يغنيه له ويكون عطاؤه بينهما:

  أخبرني وكيع قال حدّثني أحمد بن زهير قال حدّثنا محمد بن سلَّام قال حدّثنا محمد بن مسلمة الثقفيّ قال:

  قال موسى شهوات لمعبد: أأمدح حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير بأبيات وتغنّي فيها ويكون ما يعطينا بيني وبينك؟

  قال: نعم؛ فقال موسى:

  /

  حمزة المبتاع بالمال الثّنا ... ويرى في بيعه أن قد غبن

  فهو إن أعطى عطاء فاضلا ... ذا إخاء لم يكدّره بمنّ

  وإذا ما سنة مجحفة ... برت الناس كبري بالسّفن

  حسرت⁣(⁣٣) عنه نقيّا عرضه ... ذا بلاء عند مخناها⁣(⁣٤) حسن

  نور صدق بين في وجهه ... لم يدنّس ثوبه لون الدّرن

  كنت للناس ربيعا مغدقا ... ساقط الأكناف إن راح ارجحنّ


(١) الجناب: جمع جانب وهو الغريب.

(٢) كذا صححه الأستاذ الشنقيطي بهامش نسخته، وفي الأصول: «وأم ابن عقيد الندى».

(٣) حسرت: كشفت.

(٤) مخناها: مصدر ميميّ من أخنى أي أهلك.