كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار موسى شهوات ونسبه

صفحة 254 - الجزء 3

  بالربع من ودّان مبدأ⁣(⁣١) لنا ... ومحورا ناهيك من محور

  في محضر كنّا به نلتقي ... يا حبّذا ذلك من محضر

  إذ نحن والحيّ به جيرة ... فيما مضى من سالف الأعصر

  الشعر للوليد بن يزيد، وقيل: إنه لعمر بن أبي ربيعة، وقيل: إنه للعرجيّ، وهو للوليد صحيح، والغناء واللحن المختار لابن سريج خفيف رمل بالبنصر في مجراها، وفيه لشارية⁣(⁣٢) خفيف رمل آخر عن ابن المعتزّ، وذكر الهشاميّ أنّ فيه لحكم الواديّ خفيف رمل أيضا.

  عتب عمرو بن عثمان على زوجه سكينة بنت الحسين فأرسلت إليه أشعب:

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن المدائنيّ قال:

  كان زيد بن عمرو بن عثمان قد تزوّج سكينة بنت الحسين رضي اللَّه تعالى عنه، فعتب عليها يوما، فخرج إلى مال له، فذكر أشعب أن سكينة دعته فقالت / له: إن ابن عثمان خرج عاتبا عليّ فاعلم لي حاله، قلت: لا أستطيع أن أذهب إليه الساعة، فقالت: أنا أعطيك ثلاثين دينارا، فأعطتني إياها فأتيته ليلا دخلت الدار، فقال: انظروا من في الدار، فأتوه فقالوا: أشعب، فنزل عن فرشه وصار إلى الأرض فقال: أشعيب⁣(⁣٣)؟ قلت: نعم، قال: ما جاء بك؟

  قلت: أرسلتني سكينة لأعلم خبرك، أتذكَّرت منها ما تذكَّرت منك؟ وأنا أعلم أنك قد فعلت حين نزلت عن فرشك وصرت إلى الأرض، قال: دعني من هذا وغنّني:

  عوجا به فاستنطقاه فقد ... ذكَّرني ما كنت لم أذكر

  فغنّيته فلم يطرب، ثم قال: غنّني ويحك غير هذا، فإن أصبت ما في نفسي فلك حلَّتي هذه وقد اشتريتها آنفا بثلاثمائة دينار، فغنّيته:

  صوت

  علق القلب بعض ما قد شجاه ... من حبيب أمسى هوانا هواه

  ما ضراري نفسي بهجران⁣(⁣٤) من لي ... س مسيئا ولا بعيدا نواه

  واجتنابي بيت الحبيب وما الخل ... د بأشهى إليّ من أن أراه

  فقال: ما عدوت ما في نفسي، خذ الحلَّة، فأخذتها ورجعت إلى سكينة فقصصت عليها القصّة، فقالت: وأين الحلَّة؟ قلت: معي، فقالت: وأنت الآن تريد أن تلبس حلَّة ابن عثمان! لا واللَّه ولا كرامة! فقلت: قد أعطانيها، فأي شيء تريدين منّي! فقالت: أنا أشتريها منك، فبعتها إياها بثلاثمائة دينار.


()

فلمّا مررنّ على عسجد ... وأسهلن من مستناخ سبيلا

ثم قال: ويروى «عسجر».

(١) المبدا هنا: المبدأ سهلت همزته، أي المبتدأ، الذي كنا نبتدئ منه في الذهاب، ومحورا أي مرجعا نرجع إليه.

(٢) في أ، ء، م: «لسارية» بالسين المهملة.

(٣) شعيب: تصغير «أشعب» كما يقال في تصغير «أسود» «سويد»، ويسمى هذا «تصغير الترخيم».

(٤) في ح: «بهجرة من» (انظر الحاشية رقم ٣ ص ١٢٨ ج ١ «أغاني» من هذه الطبعة).