كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب أبي العتاهية وأخباره

صفحة 335 - الجزء 4

  أمر بنته في علته التي مات فيها أن تندبه بشعر له:

  / أخبرني محمد بن عمران الصيرفيّ قال حدّثنا الحسن بن عليل قال حدّثني أحمد بن حمزة الضّبعيّ قال أخبرني أبو محمد المؤدّب قال:

  قال أبو العتاهية لابنته رقيّة في علَّته التي مات فيها: قومي يا بنيّة فاندبي أباك بهذه الأبيات؛ فقامت فندبته بقوله:

  لعب البلى بمعالمي ورسومي ... وقبرت حيّا تحت ردم همومي

  لزم البلى جسمي فأوهن قوّتي ... إن البلى لموكَّل بلزومي

  تاريخ وفاته ومدفنه:

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا محمد بن داود بن الجرّاح قال حدّثني عليّ بن محمد قال حدّثني مخارق المغني قال:

  توفّي أبو العتاهية، وإبراهيم الموصليّ، وأبو عمرو الشّيباني عبد السلام⁣(⁣١) في يوم واحد في خلافة المأمون، وذلك في سنة ثلاث عشرة ومائتين.

  / أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه عن أحمد بن يوسف عن أحمد بن الخليل عن إسماعيل بن أبي قتيبة قال:

  مات أبو العتاهية، وراشد الخنّاق، وهشيمة الخمّارة في يوم واحد سنة تسع ومائتين.

  وذكر الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن سعد كاتب الواقديّ: أنّ أبا العتاهية مات في يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الأولى سنة إحدى عشرة ومائتين، ودفن حيال قنطرة الزيّاتين في الجانب الغربيّ ببغداد.

  أخبرني الصّوليّ عن محمد بن موسى عن أبي محمد الشّيباني عن محمد بن أبي العتاهية: أنّ أباه توفّي سنة عشر ومائتين.

  الشعر الذي أمر أن يكتب على قبره:

  أخبرني الصّوليّ قال حدّثني محمد بن موسى عن محمد بن القاسم عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد عن إسحاق بن عبد اللَّه بن شعيب قال:

  أمر أبو العتاهية أن يكتب على قبره:


(١) كذا في أكثر الأصول. وظاهر الكلام أن عبد السلام اسم لأبي عمرو الشيباني، وهو غير صحيح؛ فإن أبا عمرو الشيباني الذي توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو العتاهية اسمه إسحاق بن مرار (وزان كتاب) وهو من رمادة الكوفة، ونزل إلى بغداد وجاور شيبان للتأدب فيها فنسب إليها، وكان من الأئمة الأعلام في اللغة والشعر. وفيء: «وعبد السلام» بزيادة واو العطف، وهو ما يفيد أنه اسم لشخص آخر ذكر في وفيات هذه السنة. وقد بحثنا في كتب التاريخ والتراجم عمن توفوا في سنة ٢١٣ فلم نعثر فيهم على من تسمى بعبد السلام. وفي نسخة أ: «أبو عمرو الشيباني ... السلام». والظاهر أن البياض في «أ» وكلمة «عبد» في باقي الأصول أصله «بمدينة». ومدينة السلام هي بغداد. ويؤيد هذا ما ورد في «وفيات الأعيان» في ترجمة أبي عمرو الشيباني من قوله: ... مات إسحاق بن مرار في اليوم الذي مات فيه أبو العتاهية وإبراهيم النديم الموصليّ سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد».