كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب أبي العتاهية وأخباره

صفحة 336 - الجزء 4

  أذن حيّ تسمّعي ... اسمعي ثمّ عي وعي

  أنا رهن بمضجعي ... فاحذري مثل مصرعي

  عشت⁣(⁣١) تسعين حجّة ... أسلمتني لمضجعي

  كم ترى الحيّ ثابتا ... في ديار التزعزع

  ليس زاد سوى التّقى ... فخذي منه أو دعي

  رثاه ابنه بشعر:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال:

  لمّا مات أبو العتاهية رثاه ابنه محمد بن أبي العتاهية فقال:

  /

  يا أبي ضمّك الثّرى ... وطوى الموت أجمعك

  ليتني يوم متّ صر ... ت إلى حفرة معك

  رحم اللَّه مصرعك ... برّد اللَّه مضجعك

  أنكر ابنه أنه أوصى أن يكتب شعر على قبره:

  أخبرني الحسن قال حدّثني أحمد بن زهير قال:

  قال محمد بن أبي العتاهية: لقيني محمد بن أبي محمد اليزيديّ⁣(⁣٢) فقال: أنشدني الأبيات التي أوصى أبوك أن تكتب على قبره؛ فأنشأت أقول له:

  كذبت على أخ لك في مماته ... وكم كذب فشا لك في حياته

  / وأكذب ما تكون على صديق ... كذبت عليه حيّا في مماته

  فخجل وانصرف. قال: والنّاس يقولون: إنّه أوصى أن يكتب على قبره شعر له، وكان ابنه ينكر ذلك.

  وذكر هارون بن عليّ بن مهديّ عن عبد الرحمن بن الفضل أنّه قرأ الأبيات العينيّة التي أوّلها:

  أذن حيّ تسمّعي

  على حجر عند قبر أبي العتاهية.

  ولم أذكر هاهنا مع أخبار أبي العتاهية أخباره مع عتبة، وهي من أعظم أخباره؛ لأنّها طويلة، وفيها أغان كثيرة، وقد طالت أخباره هاهنا فأفردتها.


(١) في «الديوان» بدل هذا البيت والذي يليه بيت واحد، وهو:

عشت تسعين حجة ... في ديار التزعزع

(٢) في الأصول: «الزيدي». والتصويب عن كتاب «الأنساب» للسمعاني.