كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أمية بن أبي الصلت ونسبه وخبره

صفحة 343 - الجزء 4

  / وكان ربيعة ابنه شاعرا، وهو الذي يقول:

  وإن يك حيّا⁣(⁣١) من إياد فإنّنا ... وقيسا سواء ما بقينا وما بقوا

  ونحن خيار النّاس طرّا بطانة ... لقيس وهم خير لنا إن هم بقوا⁣(⁣٢)

  كان يستعمل في شعره كلمات غريبة

  أخبرني إبراهيم بن أيّوب قال حدّثنا عبد اللَّه بن مسلم قال:

  كان أميّة بن أبي الصّلت قد قرأ كتاب اللَّه ø الأوّل، فكان يأتي في شعره بأشياء لا تعرفها العرب؛ فمنها قوله:

  قمر وساهور يسلّ ويغمد⁣(⁣٣)

  وكان يسمّي اللَّه ø في شعره السّلطيط، فقال:

  والسّلطيط⁣(⁣٤) فوق الأرض مقتدر

  وسمّاه في موضع آخر التغرور فقال⁣(⁣٥): «وأيّده التغرور». وقال ابن قتيبة: وعلماؤنا لا يحتجّون بشيء من شعره لهذه العلَّة.

  هو أشعر ثقيف بل أشعر الناس

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال:

  / قال أبو عبيدة: اتّفقت العرب على أنّ أشعر أهل المدن أهل يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف، وأنّ أشعر ثقيف أميّة بن أبي الصّلت.

  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال:

  قال يحيى بن محمد: قال الكميت: أميّة أشعر الناس، قال كما قلنا ولم نقل كما قال.


(١) كذا في الأصول.

(٢) كذا في الأصول. وفيه الإيطاء وهو تكرار القافية لفظا ومعنى، وهو عيب.

(٣) هذا عجز بيت وصدره:

لا نقص فيه غير أن خبيئه

والساهور فيما يذكر أهل الكتاب: غلاف القمر يدخل فيه إذا كسف.

(٤) هكذا في الأصول. وهذه الصيغة لا يتزن بها الشطر. وقد ورد البيت كاملا في «اللسان» (مادة سلط) هكذا:

إن الأنام رعايا اللَّه كلهم ... هو السّليطط فوق الأرض مستطر

قال ابن جني: هو القاهر، من السّلاطة. قال: ويروى السّليطط (بكسر السين) وكلاهما شاذ. قال صاحب «التهذيب»: سليطط جاء في شعر أمية بمعنى المسلط، قال: ولا أدري ما حقيقته. وورد في «الشعر والشعراء»: «السلطليط». وفي «القاموس»: «والسلطيط» بالكسر: المسلط، ثم قال شارحه: «هكذا في سائر أصول» القاموس «، والصواب السّلطيط كما في» العباب «، وقد وجد هكذا أيضا في بعض النسخ على الهامش، وهو صحيح. ويروى السليطط بفتح السين وبكسرها ... وبكل هذا يروى شعر أمية ... إلخ».

(٥) عبارة ابن قتيبة في «الشعر والشعراء»: «وأبدت الثغرورا، يريد الثغر. وهذه أشياء منكرة، وعلماؤنا لا يرون شعره حجة في اللغة».