ذكر الخبر عن غزاة بدر
٤٣ - ذكر الخبر عن غزاة بدر
  أخبار غزاة بدر:
  حدّثني بخبرها محمد بن جرير الطبري في «المغازي» قال حدّثنا محمد بن حميد قال حدّثنا سلمة قال حدّثني محمد بن إسحاق قال حدّثني محمد بن مسلم الزّهريّ وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد اللَّه بن أبي بكر ويزيد بن رومان عن غزوة بدر وغيرهم من علمائنا عن عبد اللَّه بن عبّاس، كلّ قد حدّثني بعض هذا الحديث، فاجتمع حديثهم فيما سمعت من حديث بدر، قالوا:
  ندب النبي المسلمين للعير واستنفار أبي سفيان لقريش:
  لمّا سمع رسول اللَّه ﷺ بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم، وقال: «هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها؛ فلعلّ اللَّه أن ينفّلكموها»(١). فانتدب الناس، فخفّ بعضهم وثقل بعضهم؛ وذلك أنّهم لم يظنّوا أنّ رسول اللَّه ﷺ يلقى حربا. وكان أبو سفيان استقدم حين دنا من الحجاز وجعل يتجسّس(٢) الأخبار، ويسأل من لقي من / الرّكبان، تخوّفا على أموال الناس، حتى أصاب خبرا من بعض الرّكبان أنّ محمدا استنفر أصحابه لك ولعيرك، فجدّ(٣) عند ذلك فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاريّ فبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أنّ محمدا قد عرض لها في أصحابه؛ فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة.
  رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب:
  قال ابن إسحاق: وحدّثني من لا أتّهم عن عكرمة مولى ابن عبّاس ويزيد بن رومان عن عروة بن الزّبير قال(٤):
  وقد رأت عاتكة بنت عبد المطَّلب قبل قدوم ضمضم [مكة](٥) بثلاث [ليال](٥) رؤيا أفزعتها، فبعثت إلى أخيها العبّاس بن عبد المطلب، فقالت: يا أخي، واللَّه لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني وتخوّفت أن يدخل على قومك [منها](٥) شرّ أو مصيبة، فاكتم عني(٦) ما أحدّثك. قال لها: وما رأيت؟ قالت: رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى
(١) نفله النفل ونفلَّه (بالتضعيف) وأنفله: أعطاه الغنيمة أو الهبة.
(٢) في ح «والسيرة»: «يتحسس» (بالحاء المهملة). والتجسس والتحسس كلاهما بمعنى واحد وهو تطلَّب الأخبار والبحث عنها.
(٣) في «السيرة» (ص ٤٢٨ طبع أوروبا): «فحذر».
(٤) الذي في «السيرة»: «عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قالا». وعكرمة هذا هو عكرمة أبو عبد اللَّه البربري مولى ابن عباس ويروى عنه.
(٥) الزيادة عن «سيرة ابن هشام».
(٦) كذا في «السيرة». وفي الأصول: «عليّ».