كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر حميد بن ثور ونسبه وأخباره

صفحة 500 - الجزء 4

٥٢ - ذكر حميد بن ثور ونسبه وأخباره

  نسبه وطبقته في الشعراء:

  هو حميد بن ثور بن عبد اللَّه بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار. وهو من شعراء الإسلام. وقرنه ابن سلَّام بنهشل بن حرّيّ وأوس⁣(⁣١) بن مغراء.

  هو مخضرم أدرك عمر بن الخطاب:

  وقد أدرك حميد بن ثور عمر بن الخطَّاب ¥، وقال الشعر في أيّامه. وقد أدرك الجاهليّة أيضا.

  نهى عمر الشعراء عن التشبيب فقال شعرا:

  أخبرنا وكيع قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد وعبد اللَّه بن شبيب قالا حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزاميّ قال حدّثني محمد بن فضالة النحويّ قال:

  تقدّم عمر بن الخطاب ¥ إلى الشعراء ألَّا يشبّب أحد بامرأة إلَّا جلده. فقال حميد⁣(⁣٢) بن ثور:

  أبى اللَّه إلَّا أنّ سرحة⁣(⁣٣) مالك ... على كلّ أفنان العضاه⁣(⁣٤) تروق⁣(⁣٥)

  فقد ذهبت عرضا وما فوق طولها ... من السّرح إلَّا عشّة وسحوق

  - العشّة: القليلة الأغصان والورق. والسّحوق: الطويلة المفرطة -.

  /

  فلا الظَّلّ⁣(⁣٦) من برد الضّحى تستطيعه⁣(⁣٧) ... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق


(١) عدّه ابن سلام في الطبقة الثالثة من الشعراء الإسلاميين. أما حميد بن ثور ونهشل بن حريّ فقد عدّهما في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين. (راجع «طبقات الشعراء» لمحمد بن سلام الجمحي ص ١٢٩، ١٣٠ طبع أوروبا).

(٢) في م: «فقال حميد بن ثور وكانت له صحبة فذكر شعرا فيه».

(٣) السرحة: الشجرة الطويلة، ويكنى الشعراء بها عن المرأة.

(٤) العضاهة بالكسر: أعظم الشجر أو كل ذات شوك أو ما عظم منها وطال، كالعضه كعنب والعضهة كعنبسة، والجمع: عضاه وعضون وعضوات.

(٥) أي تزيد عليها بحسنها وبهائها؛ من قولهم: راق فلان على فلان إذا زاد عليه فضلا.

(٦) الظل: ما كان أوّل النهار إلى الزوال. والفيء: ما كان بعد الزوال إلى الليل. فالظل غربيّ تنسخه الشمس، والفيء شرقيّ ينسخ الشمس. والبرد: من معانيه الظل والفيء. يقال: البردان والأبردان للظل والفيء، وأيضا للغداة والعشيّ. وظاهر الكلام يقتضي أن يكون المراد من «البرد» في الموضعين هنا: الظل والفيء، على أن تكون «من» بيانية.

(٧) في «معجم البلدان» لياقوت في الكلام على سرحة: «تستظله».