4 - أخبار يزيد بن ضبه ونسبه
٤ - أخبار يزيد بن ضبّة ونسبه
  نسبه وولاؤه وانقطاعه إلى الوليد بن يزيد
  : أخبرني عليّ بن صالح بن الهيثم قال حدّثني أحمد بن الهيثم عن الحسن بن إبراهيم بن سعدان عن عبد العظيم بن عبد اللَّه بن يزيد بن ضبّة الثّقفيّ قال:
  كان جدّي يزيد بن ضبّة مولَّى لثقيف. واسم أبيه مقسم؛ وضبّة أمّه غلبت على نسبه؛ لأن أباه مات وخلَّفه صغيرا، فكانت أمّه تحضن أولاد المغيرة بن شعبة ثم أولاد ابنه عروة بن المغيرة، فكان جدّي ينسب إليها لشهرتها.
  قال: وولاؤه لبني مالك بن حطيط ثم لبني عامر بن يسار. قال عبد العظيم: وكان جدّي يزيد بن ضبّة منقطعا إلى الوليد بن يزيد في حياة أبيه متصلا به لا يفارقه.
  أراد أن يهنئ هشاما بالخلافة فردّه لانقطاعه للوليد وشعره في ذلك
  فلما أفضت الخلافة إلى هشام أتاه جدّي مهنّئا بالخلافة. فلما استقرّ به المجلس ووصلت إليه الوفود وقامت الخطباء تثني عليه والشعراء تمدحه، مثل جدّي بين السّماطين فاستأذنه في الإنشاد، فلم يأذن له، وقال: عليك بالوليد فامدحه وأنشده، وأمر بإخراجه. وبلغ الوليد خبره، فبعث إليه بخمسمائة دينار، وقال له: لو أمنت عليك هشاما لما فارقتني، ولكن اخرج إلى الطائف، وعليك بمالي هناك؛ فقد سوّغتك جميع غلَّته، ومهما احتجت(١) إليّ من شيء بعد ذلك فالتمسه منّي. فخرج إلى الطائف، وقال يذكر ما فعله هشام به:
  أرى سلمى تصدّ وما صددنا ... وغير صدودها كنّا أردنا
  لقد بخلت بنائلها علينا ... ولو جادت بنائلها حمدنا
  وقد ضنّت بما وعدت وأمست ... تغيّر عهدها عمّا عهدنا
  / ولو علمت بما لاقيت سلمى ... فتخبرني وتعلم ما وجدنا
  تلمّ على تنائي الدار منّا ... فيسهرنا الخيال إذا رقدنا
  ألم تر أنّنا لمّا ولينا ... أمورا خرّقت فوهت سددنا
  رأينا الفتق حين وهي عليهم ... وكم من مثله صدع رفأنا
  / إذا هاب الكريهة من يليها ... وأعظمها الهيوب لها عمدنا
(١) في ب، س، ح: «إليه».