كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي نفيس ونسبه

صفحة 508 - الجزء 12

٢٤ - أخبار أبي نفيس ونسبه

  نسبه

  / اسمه حييّ بن يحيى بن يعلى بن منية، وقيل بل اسم أبي نفيس يحيى بن ثعلبة بن منية، ومنية أمّه، ذكر ذلك الزبير بن بكَّار عن عمرو بن يحيى بن عبد الحميد. قال الزبير: وكان عمي يقول: اسمه ميمون بن يعلى؛ وأمّه منية بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان، وأبوه أميّة بن عبدة بن همام بن جشم بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وجدت ذلك بخطَّ أبي محلَّم النسابة. قال: ويقال لبني زيد بن مالك بنو العدويّة؛ وهي فكيهة بنت تميم بن الدئل بن حسل بن عديّ بن عبد مناة بن تميم، ولدت لمالك بن حنظلة زيدا وصديّا ويربوعا، فهل يدعون بني العدوية.

  بعض أخبار جدّه يعلى بن منية

  وكان يعلى بن منية حليفا لبني أميّة وعديدا⁣(⁣١) لهم، وبينه وبينهم صهر ومناسبة، وقد أدرك النبيّ وسمع منه حديثا كثيرا وروى عنه حديثا كثير، وعمّر بعده؛ وكان مع عائشة يوم الجمل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #.

  أخبرني عميّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث قال حدّثنا المدائنيّ عن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن عبيد عن أبي الكنود قال: قال عليّ بن أبي طالب ¥: منيت - أو بليت - بأطوع الناس في الناس عائشة، وبأدهى الناس طلحة، وبأشجع الناس الزبير، وبأكثر الناس ما لا يعلى بن منية، وبأجود قريش عبد اللَّه بن عامر؛ فقام إليه رجل من الأنصار فقال: واللَّه يا أمير المؤمنين لأنت أشجع من الزبير، وأدهى من طلحة، وأطوع فينا من عائشة، وأجود من ابن عامر، ولمال اللَّه أكثر من مال يعلى بن منية، وليكونن كما قال اللَّه ø: {فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}. فسر عليّ بن أبي طالب ¥ بقوله: ثم قام إليه رجل آخر منهم فقال:

  أما الزّبير فأكفيكه ... وطلحة يكفيكه وحوحه

  ويعلى بن منية عند القتال ... شديد التثاؤب والنحنحة

  وعايش يكفيكها واعظ ... وعائش في الناس مستنصحه

  فلا تجزعنّ فإن الأمور ... إذا ما أتيناك مستنجحة

  وما يصلح الأمر إلا بنا ... كما يصلح الجبن بالإنفحه⁣(⁣٢)


(١) العديد: الذي يعد من أهلك وليس منهم.

(٢) الإنفحة: شيء يستخرج من بطن الجدي الراضع أصفر فيعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن.