كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المغيرة بن شعبة ونسبه

صفحة 321 - الجزء 16

٥ - أخبار المغيرة بن شعبة ونسبه

  نسبه

  هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسيّ، وهو ثقيف. ويكنى أبا عبد اللَّه. وكان يكنى أبا عيسى، فغيرها عمر بن الخطاب ¥، وكناه أبا عبد اللَّه.

  وأمّه أسماء بنت الأفقم بن أبي عمرو بن ظويلم بن جعيل بن عمرو بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.

  دهاؤه

  وكان المغيرة بن شعبة من دهاة العرب وحزمتها، وذوي الرأي منها، والحيل الثاقبة، وكان يقال له في الجاهلية والإسلام مغيرة الرأي، وكان يقال: ما اعتلج في صدر المغيرة أمران إلا اختار أحزمهما.

  مشاهده

  وصحب النبيّ ، وشهد معه الحديبية وما بعدها. وبعثه أبو بكر ¥ إلى أهل النّجير⁣(⁣١). وشهد فتح اليمامة وفتوح الشام. وكان أعور، أصيبت عينه في يوم اليرموك، وشهد القادسية مع سعد بن أبي وقّاص. فلما أراد مراسلة رستم، لم يجد في العرب أدهى منه ولا أعقل، فبعث به إليه، وكان السفير بينهما حتى وقعت الحرب.

  ولايته وحروبه

  وولاه عمر بن الخطاب ¥ عدّة ولايات، إحداها البصرة. ففتح وهو واليها ميسان ودست ميسان وأبر قباذ. وقاتل الفرس بالمرغاب فهزمهم، ونهض إلى من كان بسوق الأهواز، فقاتلهم وهزمهم، وفتحها⁣(⁣٢).

  وانحازوا إلى نهر تيرى ومناذر الكبرى، فزحف إليهم، فقاتلهم وهزمهم وفتحها. وخرج / إلى المشرق مع النعمان بن المقرّن، وكان المغيرة على⁣(⁣٣) مسيرته، وكان عمر قد عهد: إن هلك النعمان، فالأمير حذيفة، فإن هلك حذيفة، فالأمير المغيرة بن شعبة.

  ولما فتحت نهاوند، سار المغيرة في جيش إلى همذان ففتحها.

  وولاه عمر ¥ بعد ذلك الكوفة، فقتل عمر وهو واليها. وولاه أيضا إياها معاوية بن أبي سفيان ¥، فكان عليها إلى أن مات بها.

  وهو أوّل من وضع ديوان الإعطاء بالبصرة، ورتب الناس فيه. فأعطاهم على الديوان. ثم صار ذلك رسما لهم بعد ذلك يحتذونه.


(١) النجير، بصيغة التصغير: حصن باليمن، تحصن فيه الأشعث بن قيس بن معد يكرب وأبضعة بن معد يكرب لما ارتدا، من المهاجر بن أبي أمية. (انظر رسم النجير في «معجم ما استعجم» للبكري).

(٢) كذا في مب. وفي ف: ونهض وفتحها.

(٣) المغيرة ساقطة من ف، مب.