كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب حجر بن عمرو والسبب الذي من أجله قال هذا الشعر

صفحة 506 - الجزء 16

٢٥ - نسب حجر بن عمرو، والسبب الذي من أجله قال هذا الشعر

  نسبه

  هو حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع⁣(⁣١)، واسمه عمرو بن ثور، وقيل: ابن معاوية بن ثور، وهو كندة بن عفير بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان⁣(⁣٢).

  القتال بينه وبين ابن الهبولة

  أخبرني بخبره محمد بن الحسن بن دريد إجازة، قال: حدّثني عمي، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن الشّرقي بن القطاميّ قال:

  أقبل تبّع أيام سار إلى العراق، فنزل بأرض معدّ، فاستعمل عليهم حجر بن عمرو، وهو آكل المرار، فلم يزل ملكا حتى خرف، وله من الولد عمرو ومعاوية وهو الجون. ثم إن زياد بن الهبولة بن عمرو بن عوف بن ضجعم بن حماطة بن سعد بن سليح القضاعيّ، أغار عليه وهو ملك في ربيعة بن نزار، ومنزله بغمر ذي كندة، وكان قد غزا بربيعة البحرين. فبلغ زيادا غزاته، فأقبل حتى أغار في مملكة حجر، فأخذ مالا كثيرا، وسبى امرأة حجر، وهي هند ابنة ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية، وأخذ نسوة من نساء بكر بن وائل.

  فلما بلغ حجرا وبكر بن وائل مغاره وما أخذ أقبلوا معه، ومعه يومئذ أشراف بكر بن وائل، منهم عوف بن محلَّم بن ذهل بن شيبان، وصليع بن عبد غنم بن ذهل بن شيبان، وسدوس بن شيبان بن ذهل، وضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وعامر / بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة. فتعجل عمرو بن معاوية وعوف بن محلَّم، قالا لحجر: إنا متعجّلان إلى الرجل، لعلنا نأخذ منه بعض ما أصاب منا. فلقياه دون عين أباغ، فكلمه عوف بن محلم، وقال: يا خير الفتيان، أردد عليّ ما أخذته مني. فأعطاه إياه. وكلمة عمرو بن معاوية في فحل إبله، فقال: خذه، فأخذه عمرو؛ وكان قويا. فجعل الفحل ينزع إلى الإبل، فاعتقله عمرو، فصرعه. فقال له ابن الهبولة: أما واللَّه يا بني شيبان، لو كنتم تعتقلون الرجال كما تعتقلون الإبل لكنتم أنتم أنتم. فقال عمرو: أما واللَّه لقد وهبت قليلا، وشتمت جليلا.

  ولقد جررت على نفسك شرا، ولتجدني عندما ساءك. ثم ركض حتى صار إلى حجر، فأخبره الخبر.

  فأقبل حجر في أصحابه، حتى إذا كان بمكان يقال له «الحفير» بالبرّ، وهو دون عين أباغ، بعث سدوسا وصليعا يتجسسان له الخبر، ويعلمان له علم العسكر. فخرجا حتى هجما على عسكره، وقد أوقد نارا، ونادى مناد له: من جاء بحزمة من حطب فله فدرة⁣(⁣٣) من تمر. وكان ابن الهبولة قد أصاب في عسكر حجر تمرا كثيرا، فضرب قبابه، وأجّج ناره، ونثر التمر بين يديه، فمن جاء بحطب أعطاه تمرا. فاحتطب سدوس وصليع⁣(⁣٤)، ثم أتيا به ابن


(١) مرتع: ضبطه في «التاج» كمحسن ومحدث.

(٢) في «كتب التراجم» اختلاف كثير في أسماء آباء حجر، وفي ترتيبهم.

(٣) فدرة: قطعة.

(٤) أ، م: ضبيعة.