كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

حلف الفضول

صفحة 184 - الجزء 17

٢٥ - [حلف الفضول]

  سبب حلف الفضول

  أخبرنا به الطَّوسي، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني أبو الحسن الأثرم، عن أبي عبيدة قال:

  كان⁣(⁣١) سبب حلف الفضول أنّ رجلا من أهل اليمن قدم مكة ببضاعة فاشتراها رجل من بني سهم، فلوى الرجل بحقّه؛ فسأله متاعه فأبى عليه، فقام في الحجر، فقال:

  يال قصيّ لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنّفر

  وأشعث محرم لم يقض حرمته ... بين المقام وبين الرّكن والحجر

  وروى بعض الثقات تماما لهذين البيتين، وهو:

  أقائم من بني سهم بذمّتهم ... أم ذاهب في ضلال مال معتمر

  إنّ الحرام لمن تمّت حرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر

  / قال: وقال بعض العلماء: إنّ قيس بن شيبة السّلميّ باع متاعا من أبيّ بن خلف، فلواه وذهب بحقّه، فاستجار برجل من بني جمح، فلم يقم بجواره، فقال:

  يال قصيّ كيف هذا في الحرم ... وحرمة البيت وأعلاق الكرم

  أظلم⁣(⁣٢) لا يمنع منّي من ظلم

  / قال: وبلغ الخبر العبّاس بن مرداس السّلميّ، فقال:

  إن كان جارك لم تنفعك ذمّته ... وقد شربت بكأس الغلّ أنفاسا⁣(⁣٣)

  فائت البيوت وكن من أهلها صددا⁣(⁣٤) ... لا تلف⁣(⁣٥) ناديهم فحشا ولا باسا

  وثمّ كن بفناء البيت معتصما ... تلق ابن حرب وتلق المرء عبّاسا

  قرمى قريش وحلَّا في ذؤابتها⁣(⁣٦) ... بالمجد والحزم ما حازا وما ساسا

  ساقي الحجيج وهذا ياسر⁣(⁣٧) فلج ... والمجد يورث أخماسا وأسداسا


(١) خبر حلف الفضول ورد في ابن هشام ١: ١٤٤، وابن كثير ٢: ٢٩، والسيرة الحلبية ١: ١٥٣.

(٢) كذا في أ، م، وفي ب، س: «أظل»، وفي ج: «أضع».

(٣) ما: «بكأس الذل».

(٤) صددا: قبالتهم وقريبا منهم، وفي نسخة للمختار: «سددا».

(٥) كذا في أ؛ وفي ب، س والمختار: لا يلق.

(٦) في المختار: «حلا في ذوائبها».

(٧) الياسر: السهل اللين، وأيضا: من يتولى قسمة جزور الميسر.