التراجم
  ابتاعه من ابنه عمر وباحتمال دينه عنه؛ ولذلك خبر يذكر بعد. وأبواب جيرون بدمشق. ويروى: «حاذت قرائنه» من المحاذاة. والقرائن: دور كانت لبني سعيد بن العاص متلاصقة؛ سمّيت بذلك لاقترانها. ونزحن: بعدن، والنازح: البعيد؛ يقال: نزح نزوحا. والهون: الهوان. قال الراجز:
  لم يبتذل مثل كريم مكنون ... أبيض ماض كالسّنان المسنون
  كان يوقّى نفسه من الهون
  والمكنون: المستور الخفيّ، وهو مأخوذ من الكنّ. الشعر لأبي قطيفة المعيطيّ، والغناء لمعبد، وله فيه لحنان:
  أحدهما خفيف ثقيل أوّل بالوسطى في مجراها من رواية إسحاق وهو اللحن المختار، والآخر ثقيل أوّل بالوسطى على مذهب إسحاق من رواية عمرو بن بانة.
١ - خبر أبي قطيفة ونسبه
  نسب أبي قطيفة
  هو عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط. واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب. هذا الذي عليه النسّابون.
  وذكر الهيثم بن عديّ في «كتاب المثالب» أنّ أبا عمرو بن أميّة كان عبدا لأمية اسمه ذكوان فاستلحقه. وذكر أن دغفلا النّسّابة دخل على معاوية فقال له: من رأيت / من علية قريش؟ فقال: رأيت عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس. فقال: صفهما لي. فقال: كان عبد المطلب أبيض مديد القامة حسن الوجه، في جبينه نور النبوّة وعزّ الملك، يطيف به عشرة من بنيه كأنهم أسد غاب. قال: فصف أميّة. فقال: رأيته شيخا قصيرا نحيف الجسم ضريرا يقوده عبده ذكوان. فقال: مه، ذاك ابنه أبو عمرو. فقال: هذا شيء قلتموه بعد وأحدثتموه، وأمّا الذي عرفت فهو الذي أخبرتك به. ثم نعود إلى سياقة النّسب من لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. والنضر عند أكثر النسّابين أصل قريش، فمن ولده النضر عدّ منهم، ومن لم يلده فليس منهم. وقال بعض نسّابي قريش: بل فهر بن مالك [أصل](١) قريش، فمن لم يلده فليس من قريش. ثم نعود للنسب إلى النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. وولد إلياس يقال لهم خندف، سمّوا بأمّهم خندف وهو لقبها(٢)، واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهي أمّ مدركة وطابخة وقمعة بني إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن / عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن يشجب - وقيل: أشجب - بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم، هذا النسب الذي رواه نسّابو العرب وروي عن ابن شهاب الزّهريّ وهو من علماء قريش وفقهائها.
  وقال قوم آخرون من النسّابين ممن أخذ - فيما يزعم - عن دغفل وغيره: معدّ بن عدنان بن أدد بن آمين(٣) بن
(١) التكلمة من ت.
(٢) كان إلياس خرج في نجعة فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو فأدركها وخرج عامر فتصيّدها وطبخها وانقمع عمير في الخباء وخرجت أمهم تسرع، فقال لها إلياس: أين تخندفين (تسرعين) فقالت: ما زلت أخندف في أثركم؛ فلقّبوا مدركة وطابخة وقمعة وخندف. انظر «القاموس» (مادة خندف).
(٣) في ب، س، ح: «أميق».