كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عتيبة ونسبه

صفحة 424 - الجزء 22

٢٣ - أخبار عتيبة ونسبه

  اسمه ونسبه

  عتيبة⁣(⁣١) بن مرداس أحد بني كعب بن عمرو بن تميم⁣(⁣٢)، لم يقع إليّ من نسبه غير هذا، وهو شاعر مقلّ غير معدود في الفحول، مخضرم ممّن أدرك الجاهلية والإسلام هجّاء خبيث اللسان بذيّ.

  لماذا لقب بابن فسوة؟

  وابن فسوة لقب لزمه في نفسه، ولم يكن أبوه يلقّب بفسوة، إنما لقب هو بهذا، وقد اختلف في سبب تلقيبه بذلك، فذكر إسحاق الموصليّ عن أبي عمرو الشّيباني: نسخت ذلك من كتاب إسحاق بخطه.

  أن عتيبة بن مرداس كان فاحشا كثير الشرّ قد أدرك الجاهليّة، فأقبل ابن عمّ له من الحجّ، وكان من أهل بيت منهم يقال لهم: بن فسوة، فقال لهم عتيبة: كيف كنت يا بن فسوة؟ فوثب مغضبا، فركب راحلته وقال: بئس لعمر اللَّه ما حيّيت به ابن عمّك، قدم عليك من سفر، ونزل دارك! فقام إليه عتيبة مستحييا، وقال له؛ لا تغضب يا بن عمّ، فإنما مازحتك! فأبى أن ينزل، فقال له: انزل وأنا أشتري منك هذا الاسم فأتسمّى به، وظن أن ذلك لا يضرّه، قال: لا أفعل أو تشتريه مني بمحضر من العشيرة. قال: نعم فجمعهم وأعطاه بردا وجملا وكبشين، وقال لهم عتيبة:

  اشهدوا أني قد قبلت هذا النّبز⁣(⁣٣)


(٤) وأخذت الثمن (٤)، وأني ابن فسوة، فزالت عن ابن عمه يومئذ، وغلبت عليه وهجي بذلك، فقال فيه بعض الشعراء:

أودى ابن فسوة إلا نعته الإبلا

/ وعمر عمرا طويلا، وإنما قال:

أودى ابن فسوة إلا نعته الإبلا

لأنه كان أوصف الناس لها، وأغراهم بوصفها، ليس له كبير شعر إلا وهو مضمّن وصفها.

تخريج آخر لهذا اللقب

وأخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال:

إنّما سمّي عتيبة بن مرداس بن فسوة، لأنه كان له جار من عبد القيس، فكان يتحدث إلى ابنته، وكان لها حظ

(١) كذا في ف و «الإصابة» و «الشعراء»، وفي س، ب: عيينة، وهو تحريف.

(٢) كذا في ف وفي س، ب: «أحد بني عمرو بن كعب بن عمرو بن تميم».

(٣) كذا في ف ومعناه التلقيب بالسوء، وفي س، ب: النبذ. وهو تخريف.

(٤ - ٤) التكملة من هج، هد، ف.