كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المتلمس ونسبه

صفحة 358 - الجزء 24

١٩ - أخبار المتلمس ونسبه⁣(⁣١)

  سبب تسميته المتلمس

  المتلمس لقب غلب عليه ببيت قاله وهو:

  فهذا أوان العرض جنّ ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمّس⁣(⁣٢)

  اسمه ونسبه

  واسمه جرير بن عبد المسيح بن عبد اللَّه بن دوفن بن حرب بن وهب بن جليّ بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة ابن نزار.

  ضبيعات العرب كلها من ربيعة

  قال ابن حبيب فيما أخبرنا به عبد اللَّه بن مالك النحوي عنه:

  ضبيعات العرب ثلاث كلَّها من ربيعة: ضبيعة بن ربيعة وهم هؤلاء، ويقال: ضبيعة أضجم، وضبيعة بن قيس ابن ثعلبة، وضبيعة بن عجل بن لجيم.

  قال: وكان العز والشرف والرآسة على ربيعة في ضبيعة أضجم، وكان سيدها الحارث بن الأضجم، وبه سمّيت ضبيعة أضجم، وكان يقال للحارث حارث الخير بن عبد اللَّه بن دوفن بن حرب، وإنما لقّب بذلك لأنه أصابته لقوة⁣(⁣٣)، فصار أضجم، ولقّب بذلك، ولقّبت به قبيلته.

  ثم انتقلت الرّآسة عن بني ضبيعة فصارت في عنزة، وهو عامر بن أسد بن ربيعة بن نزار، وكان يلي ذلك فيهم القدار أحد بني الحارث بن الدّول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة.

  / ثم انتقلت الرآسة عنهم، فصارت في عبد القيس فكان يليها فيهم الأفكل وهو عمرو.

  هنا انقطع ما ذكره الأصفهاني |(⁣٤).

  تم الكتاب والحمد للَّه


(١) سقطت هذه الترجمة من «نسخة بولاق»، وذكرت في «نسختي ميونيخ ٢٤٦٥٩، ٢٤٦٦٥» في موضعين مختلفين. وآثرنا ذكرها في آخر الكتاب لنقصها.

(٢) «الديوان» - ١٢٣.

جن ذبابه: كثر ونشط. الأزرق: ذباب ضخم أخضر يكون في الرياض وزنابيره مرفوع على البدل، وذباب الروض قد تسمى الزنابير.

(٣) اللقوة: دار يعرض للوجه، يعوج منه الشدق.

(٤) لا ندري لم اقتصر أبو الفرج على هذا القدر القصير من الترجمة للمتلمس وكان لديه ولا شك من أخباره ما يستطيع أن يذكر عنه أضعاف هذا المقدار. وقد كتب أحد الأدباء مكملا الترجمة، كتب عنه بين أخواله، وفي معاتبته لبنى ذهل، وفي هجائه لعمرو بن هند، ثم ذكر خبره ومعه طرفة عند عمرو بن هند، ولحاقة بالشام؛ ليحرض قوم طرفة على الثأر له بعد أن قتله عمرو بن هند، واختتم الترجمة، بالأمثال في شعره.

واستطرد بين هذه الأخبار؛ فذكر حديثا طويلا عن بيهس، وآخر عن صحيفة الفرزدق، وكذا قرع العصا وادعاء القبائل فيمن بدأ به.

وقد رأينا أن نقتصر على ما كتبه أبو الفرج حتى يخلص كتاب «الأغاني» لمؤلفه. ومن شاء الوقوف على التكملة فليرجع إلى الجزء الذي جمعه المستشرق برنوط ليدن أو «الجزء الثالث والعشرين» ط بيروت.