مثال الواجب المخير في الشرع
  أو يتمكن من العلم بذلك، فلولا هذا الاحتراز لانتقض الحد، ولا نقض مع اعتباره.
القول الذي وضح الواجب وجوده قبيح:
  وذكر في الكتاب، أن كل ترك منع الواجب من وجوده فهو قبيح.
  وهذا صحيح لأن أحدنا إذا كان عنده وديعة فجاء صاحبها وطالبه بالرد فإنه يجب عليه الرد، فلولا أن هذا الرد لا يتم إلا بالقيام واستلقى على قفاه، كان هذا الاستلقاء قبيحا لأنه ترك منع الواجب من وجوده.
نوعا الواجب: أ - موسع مخير ب - معين مضيق
  واعلم أن الواجبات على ضربين: موسع فيه مخير، ومعين مضيق، فالواجب المخير هو ما إذا لم يفعله القادر عليه، ولا ما يقوم مقامه استحق الذم، والواجب المضيق هو ما إذا لم يفعله القادر عليه بعينه استحق الذم، ولسنا نعني بهذا التعيين أن غيره مما لا يخالفه في الصورة لا يقوم مقامه بخلاف المخير، وإلا فليس في الواجبات علينا ما يتعين حتى لا يقوم غيره مقامه، وإن وجد فيما يجب على اللّه تعالى. ولكل واحد منهما مثال في العقل ولا شرع.
مثال الواجب المخير في العقل:
  أما مثال الواجب المخير في العقل فهو: كقضاء الدين، فإن من عليه الدين بالخيار، إن شاء قضى من هذا الكيس، وإن شاء قضى من كيس آخر إذا كان النقد واحدا.
مثال الواجب المخير في الشرع
  وأما مثاله في الشرع، فهو: كالصلاة في الوقت فإن المكلف مخير إن شاء صلى وإن شاء عزم، وكالكفارات الثلاث فإنها أجمع واجبة على التخيير إن شاء أطعم، وإن شاء كسى، وإن شاء أعتق.
مثال الواجب المضيق، في العقل:
  وأما مثال الواجب المضيق في العقل فهو، كرد الوديعة، إذا جاء صاحبها وطالبه بالرد فإنه يجب عليه ردها بعينها، ولا يقوم غيرها مقامها من قيمة أو بدل، وإن كان