شرح الأصول الخمسة،

أحمد بن الحسين مانكديم (المتوفى: 420 هـ)

حقيقة النظر، وأنواعه

صفحة 19 - الجزء 1

حقيقة النظر، وأنواعه

  ولما ذكر | في أول الكتاب ما ذكر، بين حقيقة النظر.

النظر:

  والأصل فيه، أن النظر لفظة مشتركة بين معان كثيرة:

  قد يذكر ويراد به تقليب الحدقة الصحيحة نحو المرئي التماسا لرؤية، تقول العرب: نظرت إلى الهلال فلم أره.

الانتظار:

  وقد يذكر ويراد به الانتظار، قال اللّه تعالى: {فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ}⁣[البقرة: ٢٨٠] أي انتظار، وقال: {فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥] أي منتظرة، وقال المثقب العبدي أو الممزق:

  فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب

  أي لمنتظره.

  وقال الفقعسي: فإن غدا للناظرين قريب. أي للمنتظرين.

العطف والرحمة:

  وقد يذكر ويراد به العطف والرحمة، قال اللّه تعالى: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣[آل عمران: ٧٧] أي لا يرحمهم ولا يثيبهم. ويروى عن النبي : «من جر إزاره بطرا لا ينظر اللّه إليه يوم القيامة». أي لا يرحمه.

المقابلة:

  وقد يذكر ويراد به المقابلة، تقول العرب: داري تنظر إلى دار فلان أي تقابلها، وتقول: إذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبل أي قابلك فخذ عن يمينك أو عن شمالك.

التفكر بالقلب:

  وقد يذكر ويراد به التفكر بالقلب، قال اللّه تعالى: {أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ